تنبيه الغافلين عن فضائل الطالبيين،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

[الآية الثالثة والعشرون]: قوله تعالى: {واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب}

صفحة 120 - الجزء 1

سورة الأنفال

  [الآية الثالثة والعشرون]: قوله تعالى: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}⁣[الأنفال: ٢٥].

  قيل: نزلت في علي وعمار وطلحة والزبير.

  عن الحسن وقال الزبير: لقد قرأنا هذه الآية زماناً وما أرانا من أهلها فإذا نحن المعنيون بها، فخالفنا حتى أصباتنا خاصة.

  وقيل: نزلت الآية في أهل بدر عن السدي.

  وقيل: في الصحابة عن ابن عباس.

  فالفتنة: ماكان عليه من خالف علياً # في الجمل وصفين والنهروان.

  واختلف المفسرون في المراد بقوله: «فتنة».

  قيل: عذاباً عن أبي علي، وأبي مسلم، وهو المروي عن ابن عباس.

  وقيل: الضلالة عن زيد⁣(⁣١).

  وقيل: اختباراً وبليةً عن الحسن.

  وقيل: هرجاً.

  وقيل: عذاب استئصال.

  واختلفوا في قوله: {لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً}:

  قيل: لاتصيب إلا الظالم خاصة عن أبي علي.


(١) زيد بن الحباب - بضم الحاء مهملة وبموحدتين بينهما ألف - العلكي أبو الحسين الخراساني الكوفي الحافظ الجوال، دخل الأندلس في طلب الحديث، وثقه ابن المديني وأبو حاتم وابن معين، توفي سنة ثلاث ومائتين.