[الآية السادسة عشرة]: قوله تعالى: {إنما وليكم الله ورسوله والذين ءامنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون}
  وذكر الشريف المرتضى: أنها نزلت في أمير المؤمنين، ومن قاتله، قال: وروي ذلك أيضاً عن علي، وابن عباس، وعمار، قال: ومما يقوي ذلك أنه تعالى وصف من عناه بالآية بأوصاف وجدنا أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام مستكملاً لها بالإجماع وهو قوله: {يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} وقد شهد له رسول الله ÷ بذلك يوم خيبر يوم دفع إليه الراية وفرَّ من فر، وقال: «لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله كرار غير فرار لايرجع حتى يفتح الله على يديه».
  ثم قال: {أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ} وصفه بالرفق والتواضع مع المؤمنين، وشدة النكاية في الكافرين.
  ثم قال: {يُجَاهِدُونَ} وصفه بقوة الجهاد وأنه لايخاف في الله لومة لائم، ولاشبهة في قصور كل مجاهد عن منزلة(١) أمير المؤمنين، فكان # معروفاً بكشف الغم عن رسول الله ÷ لم يفر عن مقام قط، ولا نكص عن قرانٍ قط، فالآية تكاد تعلم أنه المعني بها دون غيره ضرورة ممن لم يكن له موقف، ولا قتيل.
  [الآية السادسة عشرة]: قوله تعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ}[المائدة: ٥٥].
  قيل: نزلت الآية في علي لما تصدق بخاتمه وهو راكع عن مجاهد، والسدي.
  وعن أبي ذر في حديث: أن سائلاً سأل في المسجد، فلم يعطه أحد شيئاً، وكان علي راكعاً، فأومى إليه بخنصره اليمنى، وكان متختماً، فأخذ السائل الخاتم، فلما فرغ النبي ÷ من صلاته، قال: «يارب إن موسى سألك، فقال: {قَالَ رَبِّ
(١) في (ب): عن درجة.