خصائص هذا الكتاب الذي بين يديك
  وكانت الأسباب الدافعة للمؤلفين إلى تأليف هذه المؤلفات: هو تعريف الناس بفضائل من جعلهم الرسول ÷ قرناء القرآن، وأقامهم مقامه على الخلافة في أمته من بعده، كما ذكر ذلك المؤلف ¦ في مقدمة كتابه حيث يقول: «وكان ~ وعلى آله طول عمره يبشرهم بما يخلف فيهم من بعده مرَّة تصريحاً ومرة تلويحاً، وتارة بالإشارة وأخرى بالعبارة، ينص عليه ويأمر بالتمسك به والرجوع إليه، يذكر ذلك في خطبه ومقاماته، ووصاياه ومخاطباته، ثم أكّد ذلك عند انتقاله إلى رحمة ربه وكريم ثوابه» انتهى.
خصائص هذا الكتاب الذي بين يديك
  وكان من التأليفات هذا المؤلف الجليل الذي بين يديك، الذي ألّفه وجمعه الحاكم الإمام المحسن بن محمد بن كرامة الجشمي البيهقي، وكان لهذا المؤلف العظيم الأثر البالغ الكبير والموقع الخطير في تاريخ الفكر والتراث الإسلامي من عدة نواحي:
  * أولاً: أنه يربط بين القرآن وبين أهل البيت $ من خلال أنه يبين الآيات النازلة فيهم، ثم يؤكد صحة ذلك من خلال السنة النبوية على صاحبها وآله أفضل الصلاة والسلام، وعلى ذلك دلّنا المؤلف رحمة الله عليه حيث يقول في المقدمة: «وألحقت بكل آية ما يؤيدها من الآثار».
  * ثانياً: أنه جعل معتمده في التفسير السنة النبوية، فهو يفسر القرآن بالسنة، وهذا مما يؤكد لنا صحة تفسيره، لأنه من أقوى طرق التفسير الدالة على الصحة أن يُفسر القرآن بالسنة.
  * ثالثاً: أن المؤلف | قد بلغ في علوم السنة التي هي علوم الحديث مبلغاً عظيماً، يشهد لنا بصحة ذلك ما يرويه لنا من السنة المطهرة، إذْ قد بلغ أعلى مراتب الحفاظ، وألمّ بعلم الحديث إلماماً عظيماً، حيث أنه بلغ رتبة الحاكم، ورتبة الحاكم أعلى مراتب الحفاظ كما صرّح