تنبيه الغافلين عن فضائل الطالبيين،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

[تواتر حديث الموالاة والغدير]

صفحة 104 - الجزء 1

  وقد ذكر أهل التفسير والنقل مثل ذلك، وروي عن ابن عباس، والبراء بن عازب⁣(⁣١)، ومحمد بن علي أنه لما نزل قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ} أخذ رسول الله ÷ بيده، وقال: «من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه» فقال عمر: هنيئاً لك يابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة.

[تواتر حديث الموالاة والغدير]

  وحديث المولاة وغدير خم قد رواه جماعة من الصحابة، وتواتر النقل به حتى دخل في حيز⁣(⁣٢) التواتر رواه: زيد بن أرقم، وأبو سعيد الخدري، وأبو أيوب⁣(⁣٣) الأنصاري، وجابر


(١) البراء بن عازب الأنصاري الأوسي الحارثي أبو عمارة، صحابي جليل القدر استصغره النبي ÷ يوم بدر فلم يشهدها، وشهد أحداً وما بعدها، وشهد بيعة الرضوان، وشهد مع علي # جميع مشاهده: الجمل، وصفين، والنهروان، نزل الكوفة وتوفي بها بعد السبعين في أيام مصعب بن الزبير.

(٢) في (ب): في حد.

(٣) أبو أيوب الأنصاري: خالد بن زيد الأنصاري الخزرجي النجاري من بني النجار، شهد العقبة وبدراً وما بعدها، ولما قدم النبي ÷ المدينة نزل عليه وأقام عنده شهراً، وكان شجاعاً صابراً براً تقياً محباً للغزو والجهاد، شهد مع الوصي # مشاهده كلها، وكان من خيار أنصاره وأعوانه ومحبيه وممن يفضله ويقدمه وتخلف عن بيعة أبي بكر، عاش إلى أيام بني أمية، وكان يسكن المدينة، ثم رحل إلى الشام، غزا القسطنطينية فحضر الوقائع فمرض فأوصى أن يُوغل به في أرض العدو، فلما توفي دفن في حصن القسطنطينية، وكان موته سنة اثنتين وخمسين، رحمة الله عليه.