تنبيه الغافلين عن فضائل الطالبيين،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

[الآية الثالثة والخمسون]: قوله تعالى: {وعد الله الذين ءامنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم}

صفحة 171 - الجزء 1

  [الآية الثالثة والخمسون]: قوله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ} ... الآية [النور: ٥٥](⁣١).

  اختلفوا فيها:

  فقيل: نزلت في الصحابة آمنوا بعد الهجرة بعد ماكانوا خائفين قبلها، عن أبي العالية.

  وقيل: لما رجعوا عن الحديبية وأطمعهم ووعدهم فتح مكة، عن مقاتل.

  وقيل⁣(⁣٢): نزلت في أمير المؤمنين وأولاده $ ووعدهم بأن يستخلفهم وكل من قال إنه تعالى نص على خليفة قال إنه علي وأولاده $.


(١) وتمامها: {فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ٥٥}.

(٢) قال الإمام الناصر أبو الفتح الديلمي # في كتاب البرهان في تفسير القرآن في الجزء الثاني منه في تفسير سورة النور في ص ٢٦٤:

[وهذه الآية نزلت في رسول الله صلى الله عليه، وأمير المؤمنين #، وخيار أهل بيتهما، ومن سار بسيرتهم وتبع طريقتهما إلى يوم القيامة؛ لأنهم ورثة الكتاب والعاملون به، ولهم الخلافة في الأرض إلى يوم العرض، والأرض عني بها أرض العرب والعجم، وذلك لما روينا عن رسول الله ÷ أنه قال: «لايبقى على الأرض مدر ولا وبر إلا أدخله الله كلمة الإسلام بعز عزيز أو ذل ذليل» إما يعزهم الله تعالى فيجعلهم من أهلها، وإما يذلهم فيذلون بها: {كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} يعني داود وسليمان: {وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ} يعني دين الإسلام، وذلك عند ظهور حجة الله القائم وتمكينه أن يظهره الله على الدين كله: {وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا} لأنهم كانوا مطلوبين فطلبوا، ومقهورين فقهروا]، انتهى من البرهان.

ويمكن أن يكون هذا أحد الإجابات الواردة على السؤال الذي أورده الحاكم | حين قال: ومتى قيل: كيف يصح ذلك فيهم ... إلخ.