تنبيه الغافلين عن فضائل الطالبيين،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

[الآية السادسة]: قوله تعالى: {قد كان لكم ءاية في فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة}

صفحة 43 - الجزء 1

  بالشام يسأل الذي بالكوفة، والذي بالكوفة يسأل الذي بالمدينة، والذي بالمدينة لايسأل أحداً.

  وعن زاذان⁣(⁣١)، عن علي #: (لو ثني لي الوسادة) وروي: (لو كسرت لي الوسادة ثم جلست عليها لقضيت بين أهل التوراة بتوراتهم، وأهل الإنجيل بإنجليهم، وبين أهل الزبور بزبورهم، وبين أهل الفرقان بفرقانهم، والله مامن آية نزلت في برٍ ولا بحرٍ، ولا سماءٍ ولا أرضٍ، ولا سهلٍ ولا جبلٍ، ولا ليلٍ ولا نهارٍ إلا وأنا أعلم متى نزلت⁣(⁣٢)، وفي أي شيء نزلت، وما من رجل من قريش جرت عليه المواسي إلا وأنا أعلم أية⁣(⁣٣) آية نزلت فيه تسوقه إلى جنة أو إلى نار).

  [الآية السادسة]: قوله تعالى: {قَدْ كَانَ لَكُمْ ءَايَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ} ... الآية [آل عمران: ١٣]، المروي عن ابن مسعود أنها نزلت في قصة بدر، وكان صاحب راية رسول الله ÷ علي بن أبي


= وكان من الجبال في العلم، وعلى قامة القاعد في الجسم، وهو القائل: كنا نتحدث أن أفضل أهل المدينة علي بن أبي طالب، وهو القائل: قرأت القرآن على رسول الله ÷ وأتممته على خير الناس بعده علي بن أبي طالب، وكان من شيعة أمير المؤمنين ومحبيه، وممن يفضله على سائر الصحابة، توفي سنة إثنتين أو ثلاث وثلاثين، ودفن بالبقيع.

(١) زاذان أبو عمر، وقيل: أبو عبدالله الكندي مولاهم، الكوفي، من مشاهير التابعين، ومن أصحاب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وتوفي سنة إثنتين وثمانين، خرج له الجماعة إلا البخاري، وأئمتنا الخمسة إلا الجرجاني، وهو المراد أينما ورد مطلقاً في كتب أئمتنا $.

(٢) في (ب): فيمن نزلت، وفي أي وقت نزلت.

(٣) في (ب): أي.