[تواتر حديث الموالاة والغدير]
  بن عبدالله، واختلفت ألفاظهم، وزاد بعضهم ونقص بعض.
  ففي حديث جابر وغيره أن رسول الله ÷ لما انصرف من حجة الوداع، ووافى الجحفة أمر بسمرات فقممن أو دوحات، وكان يوماً حاراً ما أتى علينا يوماً أشد منه، وإن أحدنا ليستظل بثوبه، ويبل الخرقة فيضعها على رأسه من شدة الحر، وأمر فوضع له شيء عالٍ فقام عليه هو وعلي، ثم قال: «من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله» يقولها ثلاثاً، فقام عمر، وقال: هنيئاً لك يابن أبي طالب أصبحت مولاي، ومولى كل مؤمن ومؤمنة.
  قال جابر: وكنا اثني عشر ألفاً.
  وعن زيد بن أرقم، قال: لما رجع رسول الله ÷ من حجة الوداع، ونزل غدير خم أمر بدوحات فقممن، ثم قال: «كأني قد دعيت فأجبت إني تارك(١) فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر: كتاب الله وعترتي أهل بيتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، ثم قال الله تعالى مولاي، وأنا ولي كل مؤمن ومؤمنة ثم أخذ بيد علي، وقال: من كنت وليه فهذا وليه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه».
  قال أبو الطفيل(٢): قلت لزيد أنت سمعت من رسول الله ÷،
(١) في (ب): إني تركت.
(٢) أبو الطفيل: عامر بن واثلة بن عبدالله بن عمير الكناني، ولد عام أحد، أدرك ثمان سنين من حياة النبي ÷، له رؤية ورواية، صحب علياً # وكان من وجوه شيعته ومن محبيه، وكان منه بمحل خاص، وشهد معه مشاهده كلها، خرج طالباً بدم الحسين مع المختار بن عبيد الثقفي، وأخرج محمد بن الحنفية من سجن عارم، وسكن الكوفة ثم سكن مكة وأقام بها حتى مات =