تنبيه الغافلين عن فضائل الطالبيين،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

[الآية الثالثة والعشرون]: قوله تعالى: {واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب}

صفحة 121 - الجزء 1

  وقيل: لاتصيب الظالم وحده بل من لم يأمر بمعروف، ولم ينه عن منكر تصيبه عن ابن عباس.

  وقيل: معناه لاتصيبن إلا الذين ظلموا.

  وقيل: لازائدة أي تصيبن الذين ظلموا.

  وقيل: أراد بها نقم⁣(⁣١) فالظالم يصيبه العذاب، وغير الظالم فتنة وبلية، وعلى هذا فلا أن يحمل على الهرج أو عذاب⁣(⁣٢) إستئصال.

  وقيل: أراد به القحط.

  وفي حديث أبي أيوب الأنصاري أن النبي ÷ قال لعمار: «إنه سيكون من بعدي هنات حتى يختلف السيف فيما بينهم ويقتل بعضهم بعضاً، فإذا رأيت ذلك فعليك بهذا الأصلع عن يميني علي بن أبي طالب» في حديث طويل ذكرناه في سورة العنكبوت.

  عن النبي ÷ أنه قال لعلي: «إنك قاتل الناكثين والقاسطين والمارقين» فلما بويع علي # قام خزيمة بن ثابت على المنبر، وأنشأ يقول:

  إذا نحن بايعنا علياً فحسبنا ... أبو حسن مما نخاف من الفتن

  وجدناه أولى الناس بالناس إنه ... أطب قريش بالكتاب وبالسنن

  وإن قريشاً ماتشق غباره ... إذا ماجرى يوماً على الضمر البدن

  وفيه الذي فيهم من الخير كله ... وما فيهم كل الذي فيه من حسن


(١) في (ب): نقم الظالم تصيبه، وغير الظالم محنته وبليته.

(٢) في (ب): على الهرج والإستئصال.