[الآية السابعة والعشرون]: قوله تعالى: {براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين}
  وقيل: نزلت سورة براءة سنة تسع، وبعث رسول الله ÷ أبا بكر أميراً على الحاج ودفع إليه صدراً من براءة ليقرأها على الناس، وذهب(١) ودعا رسول الله ÷ علياً وبعثه على أثره ليأخذ منه براءة ويقرأها على الناس فخرج علي على ناقة رسول الله العضبا حتى أدرك أبا بكر بذي الحليفة فأخذها منه فقدما مكة فحج أبو بكر بالناس، فلما كان يوم النحر قام علي وأذن بالناس وقرأ عليهم سورة براءة.
  قيل(٢): بل قرأ يوم عرفة، وبلغ رسالة رسول الله ÷، فقالت قريش: نبرأ من عهدك وعهد ابن عمك.
  وروي(٣) عن ابن عباس، والحسن، ومجاهد، وابن إسحاق، وجماعة: أن الذي قرأ براءة أمير المؤمنين #.
  وذكر الأصم(٤) أنه دفع إلى أبي بكر فلما ولى دعاه وأخذها منه ودفعها إلى علي #، وقال: «لايبلغ عني إلا أنا أو رجل مني».
  ويروى(٥) أنه دفع براءة إلى أبي بكر، ثم أخذها منه ودفعها إلى علي، عن عروة بن الزبير(٦)، وأبي سعيد الخدري، وأبي هريرة.
(١) في (ب): ناقص.
(٢) في (ب): وقيل إنه قرأها.
(٣) في (ب): والمروي.
(٤) الأصم هو يوسف بن يعقوب الواسطي أبو بكر الأصم، إمام جامع واسط ومقرئها، ولد سنة ثمان عشرة ومائتين، وتوفي سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة، وقيل سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة، وله مائة وخمسون سنة.
(٥) في (ب): وروي.
(٦) عروة بن الزبير بن العوام الأسدي أبو عبدالله المدني، قال ابن سعد: كان ثقة كثير الحديث فقيهاً عالماً مأموناً، ولد سنة تسع وعشرين، توفي سنة أربع وتسعين، وقيل: خمس وتسعين.