[زيارة جابر بن عبدالله لقبر الحسين #]
  قال: وأنى لك بالجواب وقد شخبت أوداجك على أشباحك، وفرق بين بدنك(١) ورأسك، فأشهد أنك ابن خير النبيين، وابن سيد الوصيين، وابن حليف التقوى، وسليل الهدى، وخامس(٢) أصحاب الكساء، وابن سيد النقباء، وابن فاطمة سيدة النساء، وما بالك ألا تكون هكذا، وقد غذتك كف سيد المرسلين، وربيت في حجور(٣) المتقين، ورضعت من ثدي الإيمان وفطمت بالإسلام، فطبت حياً، وطبت ميتاً غير أن قلوب المؤمنين غير طيبة بفراقك ولا شاكة في الحب(٤) لك فعليك سلام الله ورضوانه، فاشهد أنك مضيت على ما مضى يحيى بن زكريا #.
  وقال عطية: ثم جال ببصره حول القبر وقال: السلام عليكم أيها الأرواح الطاهرة الطيبة التي بفناء الحسين، وأناخوا حول رحله، أشهد أنكم أقمتم الصلاة، وآتيتم الزكاة، وأمرتم بالمعروف ونهيتم عن المنكر وعبدتم الله حتى أتاكم اليقين، والذي بعث محمداً بالحق نبياً لقد شاركناكم فيما دخلتم فيه.
  قال عطية: فقلت لجابر بن عبدالله كيف ولم نهبط وادياً ولم نعل جبلاً، والقوم فرقوا بين(٥) رؤوسهم، وأبدانهم وأوتمت الأولاد وأرملت الأزواج، فقال لي: يا عطية سمعت حبيبي رسول الله ÷ يقول: «من أحب قوماً حشر معهم، ومن أحب عمل قوم فقد شرك في عملهم».
(١) في (ب): بين لحمك ورأسك.
(٢) في (ب): وابن خامسة أصحاب الكساء.
(٣) في (ب): في حجر.
(٤) في (ب): في الخير.
(٥) في (ب): فرقة رؤوسهم وأبدانهم.