تنبيه الغافلين عن فضائل الطالبيين،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

خصائص هذا الكتاب الذي بين يديك

صفحة 15 - الجزء 1

  به المحدثون وأهل هذا الشأن، فعلى كل حال المؤلف | أحاط بالسنة رواية ودراية، وتصحيحاً وتضعيفاً، وتأويلاً وجرحاً، وتعديلاً ورجالاً، وغير ذلك.

  وهذا مما يؤكد صحة ما يرويه وسلامته من الضعف، بالإضافة إلاَّ أن ما يرويه موافق للقرآن غير معارض لآيات الفرقان، وهذا من أقوى علامات صحة الحديث.

  * رابعاً: أن المؤلف | يذكر أقوال المفسرين في الآية واختلافهم في سبب نزولها، ثم يضيف كل قول إلى قائله، وينسبه إلى صاحبه، ثم يرجّح القول الصحيح من تلك الأقوال، ثم يؤكّد صحة ترجيحه بالدليل إمَّا العقلي أو القرآني أو السنة أو الإجماع كما سنعرف ذلك من خلال كتابه، وقد يستنبط من بين الأقوال المختلفة قولاً يكون كل من المختلفين قائلون به ومجمعون على دخوله ضمن تلك الأقوال، وهذه الطريقة التي سلكها المؤلف | تبين إنصاف المؤلف وبحثه عن الحقيقة، وفيها إعانة أيضاً لطالب الحق على تسهيل طريقة البحث.

  * خامساً: أن المؤلف ¦ بعد أن يذكر الآية وأنها نازلة في شأن أهل البيت $ يذكر ما تدل عليه الآية من الفضيلة أو الإمامة أو وجوب الرجوع إليهم، أو وجوب سؤالهم، أو وجوب التسليم لحكمهم، أو وجوب اتباعهم، إلى غير ذلك من الأوجه التي حثّ عليها القرآن تجاه أهل البيت $، ثم بعد ذلك يذكر بعض الأدلة التاريخية التي تبين أن أهل البيت $ يستحقون تلك الفضيلة، وأنهم مرادون بها ومعنيون بها، كما ستلاحظ ذلك من خلال الكتاب.

  * سادساً: أن المؤلف ¦ ذكر مع فضائل أهل البيت $ بعض مثالب أعدائهم، وبعض الآيات النازلة في أعدائهم، ليحصل للناظر بعين النصفة استحالة المساواة بين أهل البيت $ وبين أعدائهم، وليقارن الناظر والمطلع بين مَنْ نزل القرآن مادحاً له ومثنياً عليه، وبين من نزل القرآن ذاماً له ومتجرماً عليه، وبين من أتى القرآن بفضائله، وبين من أتى بمثالبه، ويقارن أيضاً بين من يمشي حسب الأوامر القرآنية، وبين من يمشي مخالفاً