تنبيه الغافلين عن فضائل الطالبيين،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

دور الكتاب في بناء العقيدة

صفحة 17 - الجزء 1

  فكل ما يجب علينا للقرآن من التعظيم والتسليم وغير ذلك فهو يجب علينا تجاه قرناء القرآن والثقل الأصغر الذين هم أهل البيت $، فإذا أخذ الإنسان علْمه عنهم وقبل قولهم، دلّوه على الحق والصدق، وزجروه عن الضلال والهوى، وسلم المهالك والردى، كما قد أمّننا من ذلك جدهم المصطفى ~ وآله حيث يقول: «عليكم بأهل بيتي فإنهم لن يخرجوكم من باب هدى، ولن يدخلوكم في باب ضلالة أوردى»، في أحاديث غير هذا كثيرة ستمر بك إن شاء الله تعالى في هذا الكتاب.

  فالكتاب هذا: يبين لنا هذه الطائفة مَنْ هي؟ وما هي فضائلها؟ وما الواجب علينا تجاهها؟ وما حكم من خالفهم وعاداهم؟ أو أخذ علمه وهداه من غيرهم؟ أو سلك غير سبيلهم؟

  وفي الأخير لا يسعني إلاَّ أن أقدم النصحية الأخيرة للمطلع الكريم بأن يخلع عن نفسه قيود التعصب والتقليد، واتباع الأهواء والشهوات والأطماع، وينظر لنفسه فيما يخلّصها عند بارئها، ويقف موقف المنصف من نفسه، الباحث عن الحق، المتقبل للحق، ولو كان مع أقصى الخلق أو أدناهم، مهما وذلك موافق لأمر الله وإرادته ومشيئته، فكيف إذا كان الحق مع أشرف الخلق وأكرمهم في الجاهلية والإسلام، ويعد الإنتماء إليهم والإنتساب إليهم فخر وشرف وعز وفوز.