تنبيه الغافلين عن فضائل الطالبيين،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

[الآية الثالثة والخمسون]: قوله تعالى: {وعد الله الذين ءامنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم}

صفحة 172 - الجزء 1

  ومتى قيل: كيف يصح ذلك فيهم، ولم يأمنوا ولم يتمكنوا؟

  قلنا: استخلفهم النبي بأمر الله ومكنهم، وأمر بطاعتهم فمنعتهم الظلمة ومكن دينهم حتى لم يقدروا على بطلانه وإن راموا أولى من ظهور الدين حتى آمنوا من تغييره وبطلانه.

  ويؤيد ذلك حديث جابر وجماعة أن النبي ÷، قال لعلي يوم خرج إلى تبوك: «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى» وقد مضى، وحديث غدير خم، وقد مضى، وقوله لعلي: «أنت خليفتي وقاضي ديني» وقد مضى.

  روى الناصر للحق بإسناده في حديث طويل لما قدم علي على الرسول ÷ لفتح خيبر، قال ÷: «لولا أن يقول فيك طائفة من أمتي ماقالت النصارى في المسيح لقلت اليوم فيك مقالاً لاتمر بملأ إلا أخذوا التراب من تحت قدميك، ومن فضل طهورك يستشفون به، ولكن حسبك أن تكون مني وأنا منك ترثني وأرثك، وإنك مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لانبي بعدي، وأنك تبري ذمتي وتقاتل عن سنتي، وإنك غداً في الآخرة أقرب الناس مني، وإنك أول من يرد عليّ الحوض، وأول من يكسى معي، وأول داخل في الجنة من أمتي، وإن شيعتك على منابر من نور، وإن الحق على لسانك وفي قلبك، وبين عينيك».

  ويدل عليه قوله ÷: «إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي، فإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض».

  وروي عن أبي بكر أنه قال: علي بن أبي طالب عترة رسول الله يعني من عترته.