تنبيه الغافلين عن فضائل الطالبيين،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

[الآية الخامسة والسبعون]: قوله تعالى: {أفمن يلقى في النار خير أم من يأتي ءامنا يوم القيامة}

صفحة 207 - الجزء 1

سورة السجدة فصلت

  [الآية الخامسة والسبعون]: قوله تعالى: {أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي ءَامِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ}⁣[فصلت: ٤٠]، قيل: نزلت في علي بن أبي طالب، وشيعته وأعدائه.

  وروى أبو طالب⁣(⁣١) بإسناده، عن الطيالسي⁣(⁣٢)، قال: لما قتل أبو جعفر محمد، وإبراهيم ابنا عبدالله بن الحسن بن الحسن $ وجه شيبة بن عقال إلى الموسم لينال من آل أبي طالب $، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: إن علي بن أبي طالب شق عصى المسلمين، وخالف أمير المؤمنين، وأراد هذا الأمر لنفسه فحرمه الله أمنيته وأماته بغيظه، هؤلاء⁣(⁣٣) ولده يقتلون، وبالدماء يخضبون، فقام إليه رجل، فقال: نحمد⁣(⁣٤) الله رب العالمين، ونصلي على أنبيائه المرسلين، أما ماقلت من خير فنحن أهله، وأما ماقلت من سوء فأنت به أولى، وصاحبك به أحرى، يامن ركب غير راحلته، وأكل غير زاده، ارجع مأزوراً، ثم أقبل على الناس وقال: ألا أخبركم بأخسر⁣(⁣٥) من ذلك ميزاناً، وأبين منه خسراناً، من باع آخرته بدنيا غيره وهو هذا، ثم جلس، فقال الناس: من هذا؟ فقيل: جعفر بن محمد @.


(١) الأمالي: ١١٣.

(٢) الطيالسي هو: سليمان بن داوود بن الجارود أبو داوود الطيالسي البصري الحافظ ولد سنة ثلاث أو اثنين وثلاثين ومائة، قال ابن مهدي أبو داوود من أصدق الناس، وقال أحمد: ثقة صدوق، توفي سنة أربع ومائتين عن إحدى وسبعين سنة.

(٣) في (ب): ثم هؤلاء أولاده.

(٤) في (ب): الحمد لله رب العالمين وصلواته على أنبيائه المرسلين.

(٥) في (ب): بأبخس.