تنبيه الغافلين عن فضائل الطالبيين،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

[الآية السادسة والسبعون]: قوله تعالى: {قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى}

صفحة 213 - الجزء 1

  ونعود إلى الآية، فروى ابن عباس ¥ أنه لما نزلت هذه الآية قالوا: يارسول الله من قرابتك هؤلاء الذين أوجبت⁣(⁣١) علينا مودتهم؟ قال: علي، وفاطمة، وابناهما.

  ومما يؤيد ذلك حديث أبي هريرة عن النبي ÷ أنه قال لعلي، وفاطمة، والحسن، والحسين: «أنا حرب لمن حاربتم، وسلم لمن سالمتم».

  وعن الإمام زيد بن علي #، عن آبائه عن علي # أنه قال: شكوت إلى رسول الله ÷ حسد الناس لي، فقال: «أما ترضى أن تكون رابع أربعة أول من يدخل الجنة أنا وأنت والحسن والحسين، وأزواجنا عن أيماننا وشمائلنا وذرياتنا خلف أزواجنا، وشيعتنا⁣(⁣٢)».

  وروي عن أبي ليلى عن النبي ÷ أنه قال: «لايؤمن عبد حتى أكون أحب إليه من نفسه وأهلي أحب إليه من أهله، وعترتي أحب إليه من عترته، وذاتي أحب إليه من ذاته» فقال رجل من القوم: يا أبا عبد الرحمن لاتزال تجيء بالحديث يحي الله به القلوب.


= شوال سنة ٢٥٦ هـ، في أيام المهدي العباسي، واستفحل أمره، وقتل من أهل البصرة، وأوقع بالجنود العباسية الوقعات الهائلة، وصبّ عليهم سوط عذاب، وأسقاهم كأساً مراً، وبلغ عدد القتلى من الجنود العباسية في أيامه مائتا ألف قتيل وخمسون ألف قتيل، وملك البصرة والأهواز وواسط وغيرها، تولى حرْبه من العباسيين المهدي ثم المعتمد حتى قُتل علوي البصرة بعد حروب طاحنة بعد أن ضعف أمره، وكان قتله لليلتين خلتا من صفر سنة ٢٧٠ هـ، وكانت مدة ولايته أربع عشرة سنة وأربعة أشهر وستة أيام، وكان ذميم الأفعال سيء السيرة خبيث المذهب، وكان أهل البيت (ع) لا يرتضون طريقته ولا سيرته.

(١) في (ب): وجبت.

(٢) في (ب): وشيعتنا وراءنا.