تنبيه الغافلين عن فضائل الطالبيين،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

[الآية السادسة والتسعون]: قوله تعالى: {سأل سائل بعذاب}

صفحة 230 - الجزء 1

  وعن بريدة الأسلمي أن رسول الله قال لعلي #: «إن الله أمرني أن أدنيك ولا أقصيك وأعلمك وتعي وحق على الله أن تعي» فنزل وتعيها أذنٌ واعية، واختلفوا، فقيل: واعية أي حافظة، وقيل: سامعة، وقيل: عقلت ماسمعت، وتقدير الكلام: ويعيها كل ذي أذن واعية.

  روى الناصر للحق # بإسناده عن أمير المؤمنين #، قال: دعاني رسول الله ÷ ليبعثني إلى اليمن قاضياً، قلت: يارسول الله تبعثني إلى أقوام ذوي أسنانٍ وأنا شاب حدث لاعلم لي بالقضاء، قال: فوضع يده على صدري، ثم قال: «إن الله مثبت لسانك وهاد قلبك فإذا جلس إليك الخصمان فلا تقتص للأول حتى تسمع قصة الآخر» فما شككت في قضاء بعد، وروي عن الباقر نحوه.

سورة سأل سائل أو المعارج

  [الآية السادسة والتسعون]: قوله تعالى: {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ}⁣[المعارج: ١]، قيل: لما توعد الله أهل مكة بالعذاب إن لم يؤمنوا قال بعضهم لبعض: لمن هذا العذاب فنزل: {سَأَلَ سَائِلٌ} عن الحسن وقتادة.

  وسئل سفيان بن عيينة⁣(⁣١) فيمن نزل سأل سائل؟ فقال: لقد سألتني عن مسألة ماسألني عنها أحد قبلك حدثني أبي عن جعفر بن محمد، عن آبائه $، قال: لما كان


(١) سفيان بن عيينة بيائين متتاليتين ثم نون، أبو محمد الهلالي الكوفي العلامة الحافظ، شيخ الإسلام، محدث الحرم، ولد سنة ١٠٧ هـ، كان إماماً حجة حافظاً واسع العلم، كبير القدر، اتفقت الأئمة على الاحتجاج به لحفظه وثقته، توفي سنة ١٩٨ هـ، خرج له الجماعة وأئمتنا الخمسة إلا الجرجاني.