عقيدته ومذهبه
  أمَّا هذا الكتاب الذي هو (تنبيه الغافلين) الذي بين يديك فهو دليل قاطع لا شك فيه على رجوعه إلى مذهب الزيدية في الإمامة «التي هي مدار أكثر الخلاف بين الزيدية والمعتزلة من العدلية» وهذا بين واضح لمن عرف مقاصده وإشاراته، فهو يقول في مقدمته لهذا الكتاب:
  «وبيّنت في كل آية ما تتضمن من الدلالة على الفضيلة والإمامة»، ثم نراه يقول في كلام آخر في بداية الكتاب بعد أن ساق بعض الآيات القرآنية الدالة على فضل أهل البيت على طريق الجملة؛ قال:
  «ثم أمر ربُّنا رسوله بأن ينوِّه بذكره ويدل على فضله بقوله وفعله، وينبه لأمته على أنه المرشح لخلافته، والمنصوص على إمامته، وأن الإمامة بعده في ذريته»، وغير ذلك من كلامه الدَّال على رجوعه إلى مذهب الزيدية، وأن أمير المؤمنين # الخليفة والإمام بعد رسول الله ÷، وأنه أفضل الخلق بعد رسول الله ÷، وأنه معصوم، وأن الإمامة محصورة في ذريته من بعده، وهذا واضح لمن لم يُعم التعصب قلبه، ويملك الهوى لبه.
  فقطع الحاكم الجشمي حياته في الدفاع عن العدل والتوحيد المجمع عليه من قبل الفرق العدلية، والبحث عن أيّ فرق العدلية هي المحقّة، حتى توّصل إلى معرفة الحق، وهذا مما يؤكد ويبين أن مذهب الزيدية هو مذهب الحق، لأن الحاكم | مع سعة علمه وفضله لم يطمئن حتى وفقه الله بالرجوع إلى الحق في آخر عمره، ودان بمذهب الزيدية أصولاً وفروعاً.