[الآية الأولى]: قوله تعالى: {وإذا لقوا الذين ءامنوا قالوا ءامنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون}
  الخزرجي(١) وأصحابه خرجوا فاستقبلهم نفرٌ من أصحاب رسول الله ÷ فقال لأصحابه: انظروا كيف أرد عنكم هؤلاء السفهاء، فسلم عليهم ورحب بهم، ثم أخذ بيد علي، وقال: مرحباً يابن عم رسول الله، وسيد بني هاشم خلا رسول الله، فقال(٢) علي: ياعبدالله اتق الله ولا تنافق، فإن المنافق شر خلق الله، فقال: مهلاً ياأبا الحسن ألي تقول هذا، والله إن إيماننا كإيمانكم، ثم تفرقوا، فقال عبدالله بن أُبَي لأصحابه: كيف رأيتم مافعلت(٣)، فأثنوا عليه خيراً، وقالوا: لانزال بخير ما عشت، ورجع أمير المؤمنين # إلى رسول الله ÷، ونزلت هذه الآيات.
  فتدل على أشياء: منها: شهادة الله لأمير المؤمنين بالإيمان ظاهراً وباطناً، فتدل على عصمته.
  ومنها: ماكان منه من قطع موالاة المنافقين وإظهار عداوتهم، والدعاء إلى الدين.
  ومنها: إجابة الله عنه بما قيل فيه.
  والمراد بالشياطين روءساء الكفار، ومعنى قوله: {اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ}[البقرة: ١٥].
  قيل: يجازيهم على استهزائهم كقوله: {جَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا}.
  وقيل: يعاملهم معاملة المستهزئين بإظهار ما يظنونه من قبل ما أتوا به، ثم يلحقهم من عذاب الله.
(١) في (ب): بدون: الخزرجي.
(٢) في (ب): ثم قال.
(٣) في (ب): بدون: ما فعلت.