[الآية الرابعة]: قوله تعالى: {الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون}
  وقيت بنفسي خير من طيء الحصى ... ومن طاف بالبيت العتيق وبالحجر
  رسول آلهٍ خاف أن يمكروا به ... فنجاه ذو الطول الإله من المكر
  وبات رسول الله في الغار آمناً ... مُوَّقاً وفي حفظ الإله وفي ستر
  وبت أراعيهم وما يثبتونني ... وقد وطنت نفسي على القتل والأسر
  ثم هاجر وحده فدميت أصابعه، فاستقبله رسول الله ÷ وعانقه، ودعا له في حديث طويل، وكان حديث أبي طالب على مامر بهم في حصار الشعب، وحوصر رسول الله ÷ ثلاث سنين، وكانت قصة الصحيفة.
  [الآية الرابعة]: قوله تعالى: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}[البقرة: ٢٧٤]، المروي عن ابن عباس أيضاً أنها نزلت في علي بن أبي طالب كان معه أربعة دراهم فأنفقها على هذه الصفة بالليل والنهار سراً وعلانية(١)، فنزلت الآية.
(١) رواه الواحدي في أسباب النزول ص ٦٤، عن مجاهد، ورواه في الصواعق المحرقة ص ٧٨، ورواه الرازي في تفسيره الكبير، ورواه المحب الطبري في الرياض ج ٢ ص ٢٠٦، ورواه الهيثمي ج ٦ ص ٣٢٤، وقال: رواه الطبراني، ورواه أيضاً الزمخشري في الكشاف، ورواه السيوطي في الدر المنثور، وقال: أخرجه عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والطبراني، وابن عساكر من طريق عبد الوهاب بن مجاهد، عن أبيه، عن ابن عباس.