تنبيه الغافلين عن فضائل الطالبيين،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

[خبر المنزلة]

صفحة 64 - الجزء 1

  قال: فلما قَفَل رسول الله ÷ قسم الغنائم بين الناس، ودفع إلى علي # سهمين، فأنكر ذلك قوم، فقال رسول الله ÷: «أيها الناس، هل أحد أصدق مني؟ فقالوا: لا يارسول الله، قال: أيها الناس، أما رأيتم صاحب الفرس الأبلق أمام عسكرنا في الميمنة مرة وفي الميسرة مرة؟ قالوا: رأيناه يارسول الله صلى الله عليك، وماذا؟، قال: ذلك جبريل، قال لي: يا محمد إن لي سهماً في الغنيمة مما فتح الله عليك وقد جعلته لابن عمك علي بن أبي طالب، فسلمه إليه»، قال أنس: فكنت فيمن بشر علياً ~ بقول رسول الله ÷.

  وقد روى خبر المنزلة جماعة كثيرة⁣(⁣١): منهم: أبو سعيد الخدري، وسعد بن أبي وقاص، وابن عباس، وجابر⁣(⁣٢)، وأبو رافع، وأسماء بنت عميس⁣(⁣٣)، وتلقته الأمة بالقبول، ورواه أصحاب الحديث في الصحاح.


(١) وممن روى خبر المنزلة من الصحابة غير من ذكر أيضاً: علي #، وعمر بن الخطاب، وأبو هريرة، وابن جعفر، ومعاوية، والبراء بن عازب، ومالك بن الحويرث، وأم سلمة، وابن مسعود، انتهى.

انظر لوامع الأنوار ج ١/ ٩٨، ٩٩، وقال في اللوامع: [رواه ابن أبي شيبة، ورواه في مسند أحمد بعشرة أسانيد، ومسلم من فوق سبع طرق، ورواه البخاري في صحيحه، وأبو داود، والنسائي، والترمذي، وابن ماجه، والحاكم صاحب المستدرك، والطبراني، والخطيب، والعقيلي، والشيرازي، وابن النجار] انتهى.

ورواه أيضاً ابن عساكر عن عدد كثير من الصحابة، وذكر لكل واحد منهم طرقاً، ورواه النسائي في خصائصه عن سعد بن أبي وقاص من ثلاث عشرة طريقاً، وعلى العموم فإن الخبر مما علم ضرورة كما قال الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة #، وقال الحاكم: هذا حديث المنزلة الذي كان شيخنا أبو حازم الحافظ يقول: خرجته بخمسة آلاف إسناد.

(٢) جابر بن عبدالله بن حرام الأنصاري الخزرجي: غزا مع النبي ÷ تسع عشرة =