تنبيه الغافلين عن فضائل الطالبيين،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

[الآية العاشرة]: قوله تعالى: {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم}

صفحة 83 - الجزء 1

  وقالت الشيعة: المراد علي بن أبي طالب، والأئمة من ولده، وهذا هو الأوجَه؛ لوجوه:

  منها: أنهم أجمعوا أن علياً مراد بالآية على اختلاف أقاويلهم، واختلفوا فيمن عداه.

  ومنها: أنه أوجب طاعته مطلقاً، ولايجب كذلك إلا المعصوم.

  ومنها: أنه قرن طاعته بطاعة الله ورسوله، وذلك يوجب أن طاعته واجبة ظاهراً وباطناً فتوجب العصمة ولا يدعي لأحد ما قالوه من العصمة سوى علي بن أبي طالب.

  ومنها: أنه أوجب طاعة أولي الأمر فلا بد من بيان، وأجمعوا أن طاعته واجبة، واختلفوا فيمن عداه.

  والذي يؤيده: ما رواه أبو ذر، قال: سمعت رسول الله ÷ يقول لعلي: «من أطاعك فقد أطاعني، ومن عصاك فقد عصاني، ومن أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن فارقني فقد فارق الله، ومن فارقك فقد فارقني⁣(⁣١)».


(١) روي هذا الخبر بألفاظ متوافقة إلا أن في بعضها غير متصلة، وفي بعضها متصل، وبعضها في خبر آخر، ونذكر بعض ذلك:

منها: ما رواه الحاكم في المستدرك، عن أبي ذر، قال: قال رسول الله ÷: «من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن أطاع علياً فقد أطاعني، ومن عصى علياً فقد عصاني»، قال الحاكم: حديث صحيح الإسناد، ورواه أيضاً ج ٣ ص ١٢٩ بطريق آخر. =