موسوعة كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم،

التهانوي (المتوفى: 1158 هـ)

حرف السين (س)

صفحة 948 - الجزء 1

  أن يدخل عليه ظلمك أو بدلا من أن تظلمه متى لم يجد عن ركوب حدّ السيف مبعدا ومعدلا.

  فقال له معاوية لقد شعرت بعدي يا أبا بكر، أي صرت شاعرا، ولم يفارق عبد اللّه المجلس حتى دخل معن بن أوس المزني⁣(⁣١) الشاعر فأنشد قصيدته التي أولها:

  لعمرك ما أدري وإنّي لأوجل ... على أيّنا تغدو⁣(⁣٢) المنية أول

  حتى أتمها وفيها هذان البيتان. فأقبل معاوية على عبد اللّه بن الزبير وقال له: ألم تخبرني أنّهما لك؟ فقال: اللفظ له والمعنى له⁣(⁣٣)، وبعد فهو أخي من الرضاعة وأنا أحقّ بشعره فقلته مخبرا عن حاله وحاكيا عن حالي هكذا في المطول وفي معناه أن يبدل بالكلمات كلها أو بعضها ما يرادفها، يعني أنه مذموم وسرقة محضة كما يقال في قول الحطيئة⁣(⁣٤):

  دع المكارم لا ترحل لبغيتها ... واقعد فإنّك أنت الطاعم الكاسي

  إنّه بدّل الكلمات وأبقى المعاني فقيل:

  ذر المآثر لا تذهب لمطلبها ... واجلس فإنّك أنت الآكل اللابس

  وإن أخذ اللفظ كلّه مع تغيير نظمه أو أخذ بعض اللفظ لا كله سمّي هذا الأخذ إغارة ومسخا، وهو ثلاثة أقسام: لأنّ الثاني إمّا أن يكون أبلغ من الأول أو دونه أو مثله، فإن كان الثاني أبلغ لاختصاصه بفضيلة فممدوح ومقبول، وإن كان الثاني دونه فمذموم، وإن كان مثله فأبعد من الذمّ، والفضل للأول. وإنّما يكون أبعد من الذمّ إن لم يكن في الثاني دلالة على السرقة كاتفاق الوزن والقافية وإلّا فهو مذموم جدا. مثال الأول قول بشار⁣(⁣٥):

  من راقب الناس لم يظفر بحاجته ... وفاز بالطيّبات الفاتك اللّهج

  أي الشجاع القتال وراقب بمعنى خاف.

  وقول سلم⁣(⁣٦):

  من راقب الناس مات همّا ... وفاز باللذة الجسور

  أي شديد الجرأة فبيت سلم مأخوذ من بيت بشّار إلّا أنّه أجود سبكا وأخصر لفظا.

  ومثال الثاني قول أبي تمام:

  هيهات لا يأتي الزمان بمثله ... إنّ الزمان بمثله لبخيل

  فأخذ منه أبو الطيب المصراع الثاني فقال:

  أعدى الزمان سخاؤه فسخا به ... ولقد يكون به الزمان بخيلا


(١) هو معن بن أوس بن نصر بن زياد المزني، توفي عام ٦٤ هـ / ٦٨٣ م. شاعر مقلّ مخضرم في الجاهلية والاسلام. مدح الصحابة. له ديوان مطبوع. الاعلام ٧/ ٢٧٣، خزانة الأدب ٣/ ٢٥٨، جمهرة الانساب ١٩١، رغبة الآمل ٥/ ١٩٠.

(٢) تعدو (م).

(٣) لي (م، ع).

(٤) هو جرول بن أوس بن مالك العبسي، أبو مليكة. توفي عام ٤٥ هـ / ٦٦٥ م. شاعر مخضرم، أدرك الجاهلية والاسلام. كان هجاء عنيفا. له ديوان شعر مطبوع. الاعلام ٢/ ١١٨، فوات الوفيات ١/ ٩٩، الأغاني ٢/ ١٥٧، الشعر والشعراء ١١٠، خزانة الأدب ١/ ٤٠٩.

(٥) هو بشار بن برد العقيلي، أبو معاذ. ولد بالبصرة عام ٩٥ هـ / ٧١٤ م. وتوفي فيها عام ١٦٧ هـ / ٧٨٤ م. أشهر الشعراء المولدين على الاطلاق. كان ضريرا شجاعا راجزا. اتهم بالزندقة. له ديوان شعر مطبوع، الاعلام ٢/ ٥٢، وفيات الأعيان ١/ ٨٨، تاريخ بغداد ٧/ ١١٢، الشعر والشعراء ٢٩١، الخزانة ١/ ٥٤١، الأغاني ٣/ ١٣٥، وغيرها.

(٦) هو سلم بن عمرو بن حماد. توفي عام ١٨٦ هـ / ٨٠٢ م. شاعر، خليع ماجن. سكن بغداد ومدح بعض الخلفاء العباسيين.

الاعلام ٣/ ١١٠، وفيات الأعيان ١/ ١٩٨، تاريخ بغداد ٩/ ١٣٦.