التضاد:
  الكوى(١) فيخبرونهم بالمغيبات والمكتومات.
  القسم الخامس رجال البسابس هم أهل الخطوة في العالم وهم من أجناس بني آدم يظهرون ويكلمونهم فيجيبون أكثرهم،(٢) وسكنى هؤلاء في الجبال والقفار والأودية وأطراف الأنهار إلّا من كان منهم متمكنا فإنّه يأخذ(٣) من المدن مسكنا غير متشوّق إليه ولا معوّل عليه. القسم السادس يشبهون الخواطر لا الوساوس هم المولّدون من أب التفكّر وأم التصوّر لا يعبأ بأقوالهم ولا يتشوّق إلى أمثالهم فهم بين الخطأ والصواب وهم أهل الكشف والحجاب.
التّضاد:
  [في الانكليزية] Contradition، opposition antagonism
  [في الفرنسية] Contradition، opposition، antagonisme
  بتشديد الدال يطلق على معان. منها التقابل والتنافي في الجملة، وفي بعض الأحوال وبهذا المعنى وقع في تعريف الطّباق كما في المطوّل. والظاهر أنّ هذا المعنى لغوي فإنّ التضاد في اللغة بمعنى: العداوة مع الآخر، وعدم التّجانس والتنافي، وبمعنى عدم التوافق.(٤) ومنها الطّباق والجمع بين معنيين متضادين. وهذا المعنى من مصطلحات أهل البديع. ويلحق به ما يسمّى إيهام التّضاد وهو الجمع بين معنيين غير متقابلين، عبّر عنهما بلفظين، يتقابل معانيهما الحقيقيان نحو قول دعبل:(٥)
  لا تعجبي يا سلم من رجل ... ضحك المشيب برأسه فبكى.
  يعني بالرجل نفسه وبالضحك الظهور التامّ، فلا تضاد بين البكاء وظهور المشيب، لكنّه عبّر عن ظهور المشيب بالضحك الذي يكون معناه الحقيقي مضادا لمعنى البكاء. وإنّما سمّي بإيهام التضاد لأنّ المعنيين المذكورين وإن لم يكونا متقابلين حتى يكون التضاد حقيقيّا لكنهما قد ذكرا بلفظين يوهمان بالتضاد، نظرا إلى الظاهر والحمل على الحقيقة كذا في المطول. ومنها كون المعنيين بحيث يمتنع لذاتيهما اجتماعهما في محلّ واحد من جهة واحدة، والمعنيان يسمّيان بالمتضادين والضّدين، وهو من مصطلحات المتكلّمين كما في تهذيب الكلام(٦) وشرح المواقف وعليه اصطلاح الفقهاء أيضا.
  قال الچلپي في حاشية التلويح: اسم الضّد في اصطلاح الفقهاء يطلق على كلّ من المتقابلات مطلقا، صرّح به في التحقيق(٧)، انتهى. فقولهم معنيان أي عرضان يخرج العدم والوجود لأنهما ليسا عرضين، وكذا الإعدام لذلك، وكذا الجوهر والعرض وهو ظاهر، وكذا
(١) اللواء (م).
(٢) أكثر سكن (م).
(٣) يتخذ (م).
(٤) بمعني با يكديگر دشمنى وناهمتائى والتنافي بمعنى با يكديگر نيست كردن.
(٥) هو دعبل بن علي بن رزين الخزاعي، أبو علي. ولد عام ١٤٨ هـ / ٧٦٥ م. وتوفي عام ٢٤٦ هـ / ٨٦٠ م. شاعر هجاء، له أخبار وشعره جيد. صديق البحتري له كتاب طبقات الشعراء وديوان شعر. الاعلام ٢/ ٣٣٩، وفيات الأعيان ١/ ١٧٨، معاهد التنصيص ٢/ ١٩٠، الشعر والشعراء. ٣٥٠، لسان الميزان ٢/ ٤٣٠، تاريخ بغداد ٨/ ٣٨٢.
(٦) تهذيب المنطق والكلام لسعد الدين مسعود بن عمر التفتازاني (- ٧٩٢ هـ). والكتاب مؤلف من قسمين: قسم في المنطق وقسم في الكلام، وعليه شروح كثيرة من أهمها شرح جلال الدين محمد بن أسعد الدواني (٩٠٧ هـ). البدر الطالع ٢/ ٣٠٤، كشف الظنون ١/ ٥١٥ - ٥١٧، معجم المطبوعات العربية، ٦٣٦ - ٦٣٧.
(٧) التحقيق لعبد العزيز بن أحمد البخاري (- ٧٣٠ هـ) شرح فيه كتاب المنتخب في أصول المذهب لحسام الدين محمد بن محمد بن عمر الأخسيكثي (- ٦٤٤ هـ). كشف الظنون ٢/ ١٨٤٩، معجم المطبوعات العربية، ٥٣٨.