موسوعة كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم،

التهانوي (المتوفى: 1158 هـ)

فائدة:

صفحة 1208 - الجزء 2

  الباب، وعلّة اسما فقط وهو المجاز، وعلّة معنى فقط وعلّة حكما فقط وعلّة اسما ومعنى فقط وعلّة اسما وحكما فقط وعلّة معنى وحكما فقط أريد به تقسيم ما يطلق عليه لفظ العلّة إلى أقسامه كما يقسم العين إلى الجارية والباصرة وغيرهما، والأسد إلى الشجاع والسّبع.

فائدة:

  لا نزاع في تقدّم العلّة على المعلول بمعنى احتياجه إليها ويسمّى التقدّم بالذات وبالعلّية، ولا في مقارنة العلّة التامة العقلية لمعلولها بالزمان لئلّا يلزم التخلّف. وأمّا في العلل الشرعية فالجمهور على أنّه يجب المقارنة بالزمان إذ لو جاز التخلّف لما صحّ الاستدلال بثبوت العلّة على ثبوت الحكم، وحينئذ يبطل غرض الشارع من وضع العلل للأحكام، وقد فرّق بعض المشايخ كأبي بكر محمد بن الفضل⁣(⁣١) وغيره بين الشرعية والعقلية، فجوّز في الشرعية تأخير الحكم عنها؛ وتخلّف الحكم عن العلّة جائز في العلل الشرعية لأنّها أمارات وليست موجبة بنفسها، فجاز أن تجعل أمارة في محلّ دون محلّ. هذا كله خلاصة ما في التلويح والحسامي ونور الأنوار وغيرها. ومنها ما اصطلح عليه المحدّثون وهو سبب خفي قادح غامض طرأ على الحديث وقدح في صحته، مع أنّ الظاهر السلامة منه؛ والحديث الذي وقع فيه أو في إسناده أو فيهما جميعا علّة يسمّى معلّلا بصيغة اسم المفعول من التعليل، ولا يقال له المعلول كذا قال ابن الصلاح. وقال العراقي⁣(⁣٢) الأجود في تسميته المعلّل. وقد وقع في عبارة كثير من المحدّثين كالترمذي والبخاري وابن عدي⁣(⁣٣) والدارقطني⁣(⁣٤) وكذا في عبارة الأصوليين والمتكلّمين تسميته بالمعلول، وقد يسمّى أيضا بالمعتلّ والعليل. وإنّما عمّم الوقوع إذ العلّة قد تقع في المتن وهي تسري إلى الإسناد مطلقا لأنّه الأصل، وقد تقع في الإسناد وهي لا تسري إلى المتن إلّا بهذا الإسناد، وقد تقع فيهما. ولا بد للمحدّث من تفحّص ذلك، وطريقه أن ينظر إلى الرّاوي هل هو منفرد ويخالفه غيره أم لا، ويمعن في القرائن المنبّهة للعارف على إرسال في الموصول أو وقف في المرفوع أو دخول حديث في حديث كما في المدرج، أو وهم وخلط من الراوي في أسماء الرّواة والمتن كما في المصحّف نظرا بليغا، بحيث يغلب على ظنّه ذلك، فيحكم بمقتضاه أو يتردّد فيتوقّف، وكلّ ذلك قادح في صحة ما وقع


(١) هو محمد بن أبي الفضل بن زيد بن ياسين التغلبي الدّولعي. توفي عام ٦٣٤ هـ / من أعيان الشافعية، أفتى وكان فصيحا مهيبا. سير أعلام النبلاء ٢٣/ ٢٤، مرآه الزمان ٨/ ١٧٠، العبر ٥/ ١٤٦، الوافي بالوفيات ٤/ ٣٢٧، البداية والنهاية ١٣/ ١٥٠، شذرات الذهب ٥/ ١٧٤.

(٢) هو عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن، أبو الفضل زين الدين المعروف بالحافظ العراقي، ولد عام ٧٢٥ هـ / ١٣٢٥ م، وتوفي في القاهرة عام ٨٠٦ هـ / ١٤٠٤ م. من كبار حفاظ الحديث. تجوّل في البلاد وله الكثير من المؤلفات. الاعلام ٣/ ٣٤٤، الضوء اللامع ٤/ ١٧١، غاية النهاية ١/ ٣٨٢، حسن المحاضرة ١/ ٢٠٤.

(٣) هو عبد اللّه بن عدي بن عبد اللّه بن محمد بن المبارك بن القطان الجرجاني، أبو احمد، ولد عام ٢٧٧ هـ / ٨٩٠ م. توفي عام ٣٦٥ هـ / ٩٧٦ م. علامة في الحديث ورجاله، له عدة مؤلفات هامة في الجرح والحديث وعلومه. الاعلام ٤/ ١٠٣، طبقات السبكي ٢/ ٢٣٣، كشف الظنون ١٣٨٢، تذكرة النوادر ٩٤.

(٤) هو علي بن عمر بن أحمد بن مهدي، أبو الحسن الدارقطني الشافعي، ولد ببغداد عام ٣٠٦ هـ / ٩١٩ م. وتوفي فيها عام ٣٨٥ هـ / ٩٩٥ م. امام عصره في الحديث، أول من صنّف في القراءات، له عدة مؤلفات. الاعلام ٤/ ٣١٤، وفيات الأعيان ١/ ٣٣١، مفتاح السعادة ٢/ ١٤، اللباب ١/ ٤٠٤، غاية النهاية ١/ ٥٥٨، تاريخ بغداد ١٢/ ٣٤.