موسوعة كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم،

التهانوي (المتوفى: 1158 هـ)

الاستفراغ:

صفحة 171 - الجزء 1

الاستفراغ:

  [في الانكليزية] Vomitting

  [في الفرنسية] Vomissement

  بالراء المهملة عند الأطباء هو انتقاص المواد من البدن والاستفراغ الكلّي قد يعنى به ما يكون من البدن كله فيكون الاستفراغ الجزئي ما يستفرغ من عضو مخصوص كالسعوطات والعطوسات المستفرغة من الرأس وحده، وقد يعنى به ما يستفرغ الأخلاط كلها فيكون الاستفراغ الجزئي ما يستفرغ خلطا خاصا، كما يكون بالإسهال والقي، كذا في بحر الجواهر.

الاستفسار:

  [في الانكليزية] Explication، information

  [في الفرنسية] Explication، renseignement

  لغة طلب الفسر، وعند أهل المناظرة طلب بيان معنى اللفظ، وإنما يسمع إذا كان في اللفظ إجمال أو غرابة وإلّا فهو تعنّت مفوّت لفائدة المناظرة إذ يأتي في كلّ ما يفسّر به لفظ ويتسلسل، هكذا في العضدي في بيان الاعتراضات.

الاستفهام:

  [في الانكليزية] Interrogation

  [في الفرنسية] Interrogation

  هو عند أهل العربية من أنواع الطلب الذي هو من أقسام الانشاء، وهو كلام يدلّ على طلب فهم ما اتصل به أداة الطلب، فلا يصدق على افهم، فإنّ المطلوب ليس فهم ما اتصلت به لأن أداة الطلب صيغة الأمر وقد اتصلت بالفهم، وليس المطلوب به طلب فهم الفهم، بخلاف أزيد قائم فإن المطلوب به طلب فهم مضمون زيد قائم؛ وسمّي استفهاما لذلك.

  وهذا الطلب على خلاف طلب سائر الآثار من الفواعل فإنّ العلم في علّمني مطلوب المتكلّم وهو أثر المعلّم، لكن يطلب فعله الذي هو التعليم ليترتب عليه الأثر، وكذا في اضرب زيدا المطلوب مضروبية زيد، ويطلب من الفاعل التأثير ليترتب عليه الأثر، وفي أزيد قائم يطلب نفس حصول قيام زيد في العقل لأن الأداة إنما اتصلت بقيام زيد بخلاف علمني، فإن الأداة فيه متّصلة بالتعليم، كذا في الأطول وفي الاتقان.

  ولكون الاستفهام طلب ارتسام صورة ما في الخارج في الذهن لزم أن لا يكون حقيقة إلّا إذا صدر عن شاكّ يصدق بإمكان الإعلام فإن غير الشاك إذا استفهم يلزم منه تحصيل الحاصل، وإذا لم يصدق بإمكان الإعلام انتفت فائدة الاستفهام. قال بعض الأئمة: وما جاء في القرآن على لفظ الاستفهام فإنما يقع في خطاب على معنى أنّ المخاطب عنده علم ذلك الإثبات أو النفي حاصل، انتهى.

الاستقامة:

  [في الانكليزية] Probity، integrity

  [في الفرنسية] Droiture، honnetete، probite

  هي عند أهل السلوك أن تجمع بين أداء الطاعة واجتناب المعاصي. وقال السّري⁣(⁣١):

  الاستقامة أن لا تختار على اللّه شيئا؛ وقيل هي الخوف من العزيز الجبّار والحب للنبي المختار؛ وقيل: حقيقة الاستقامة لا يطيقها إلّا الأنبياء وأكابر الأولياء لأن الاستقامة الخروج عن المعهودات ومفارقة الرسوم والعادات والقيام في أمر اللّه بالنوافل والمكتوبات. وقال يحيى بن معاذ⁣(⁣٢): هي على ثلاثة أضرب: استقامة اللسان


(١) السّريّ: هو سريّ بن المغلس السقطي، أبو الحسن. ولد ومات ببغداد عام ٢٥٣ هـ / ٨٦٧ م. من كبار المتصوّفة، خال الجنيد. له أقوال في الزهد والحكمة والتصوّف والنصيحة. الاعلام ٣/ ٨٢، طبقات الصوفية ٤٨، وفيات الأعيان ١/ ٢٠٠، تهذيب ابن عساكر ٦/ ٧١، صفة الصفوة ٢/ ٢٠٩، حلية الأولياء ١٠/ ١١٦، لسان الميزان ٣/ ١٣، طبقات الشعراني ١/ ٦٣، تاريخ بغداد ٩/ ١٨٧.

(٢) يحيى بن معاذ: هو يحيى بن معاذ بن جعفر الرازي، أبو زكريا. ولد بالري ومات بنيسابور عام ٢٥٨ هـ / ٨٧٢ م. واعظ، زاهد. لم يكن له نظير في وقته. له أقوال في الزهد والنصيحة والأخلاق. الاعلام ٨/ ١٧٢، طبقات الصوفية ١٠٧، صفة الصفوة ٤/ ٧١، العروس على شرح الرسالة القشيرية ١/ ١١٩.