الالتزام:
  ثماني مرات. ومثاله المصراع التالي: إن أردت وزن بحر الأكمل اللّطيف فافعل هكذا بسرعة.
  كذا في جامع الصنائع. ويأتي هذا البحر مجزوءا يعني بست تفعيلات. ويقول الصوفية: كل من اجتمعت فيه الأسماء والصفات الإلهية بشكل أكثر فهو أكمل، وكلّ من كان حظّه من الأسماء الإلهية أقل فهو أنقص وأبعد من مرتبة الخلافة(١)، كذا نقل من الشيخ عبد الرزاق الكاشي والفرق بينه وبين الأشرف قد سبق.
الالتزام:
  [في الانكليزية] Enriched rhyme، implication
  [في الفرنسية] A rime enrichie، implication
  عند أهل البديع هو لزوم ما لا يلزم، ويسمّى بالتشديد والإعنات والتضمين أيضا.
  وهو أن يجيء قبل حروف الروي أو ما في معناه ما ليس بلازم في القافية أو السجع. وسيأتي مستوفى في لفظ التضمين.
الالتفات:
  [في الانكليزية] Apostrophe
  [في الفرنسية] Apostrophe
  بالفاء عند أهل المعاني يطلق على معان منها الاعتراض وقد سبق. ومنها تعقيب الكلام بجملة مستقلة متلاقية له في المعنى على طريق المثل أو الدعاء ونحوهما من المدح والذم والتأكيد والالتماس كقوله تعالى: {وَزَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً}(٢) وكقوله تعالى: {ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ}(٣) وفي كلامهم قصم الفقر ظهري والفقر من قاصمات الظهر. ومنها أن تذكر معنى فيتوهم أن السامع اختلج في قلبه شيء فتلتفت إلى كلام يزيل اختلاجه ثم ترجع إلى مقصودك كقول ابن ميّاد(٤):
  فلا صرمه يبدو وفي اليأس راحة ... ولا وصله يصفو لنا فنكارمه
  كأنه لما قال فلا صرمة يبدو قيل له ما تصنع به فأجاب بقوله وفي اليأس راحة. ومنها التعبير عن معنى بطريق من الطرق الثلاثة من التكلم والخطاب والغيبة بعد التعبير عنه بآخر منها أي بعد التعبير عن ذلك المعنى بطريق آخر من الطرق الثلاثة، بشرط أن يكون التعبير الثاني على خلاف مقتضى الظاهر، ويكون مقتضى ظاهر سوق الكلام أن يعبّر عنه بغير هذا الطريق إذ لو لم يشترط ذلك لدخل فيه ما ليس من الالتفات منها، نحو: أنا زيد وأنت عمرو ونحوهما مما يعبّر عن معنى واحد تارة بضمير المتكلم أو المخاطب، وتارة بالاسم المظهر أو ضمير الغائب. ومنها نحو: يا زيد قم ويا رجلا له بصر خذ بيدي، لأن الاسم المظهر طريق غيبة. ومنها تكرير الطريق الملتفت إليه نحو:
  إياك نستعين واهدنا وأنعمت، فإن الالتفات إنما هو في إياك نعبد والباقي جار على أسلوبه.
  ومنها نحو: يا من هو عالم حقّق لي هذه المسألة فإنك الذي لا نظير له، فإنه الالتفات؛ فإن حق العائد إلى الموصول أن يكون غائبا وما سبق إلى بعض الأوهام أن نحو يا آيها الذين آمنوا التفات، والقياس آمنتم فليس بشيء. ومن الناس من زاد لإخراج بعض ما ذكر قيدا وهو أن يكون التعبيران في كلامين وهو غلط لأن
(١) اسم بحريست كه وزنش مفتعلاتن است هشت بار مثاله. مصراع. وزن لطيف أكمل ما را گر تو بخواهى زود چنين كن. كذا في جامع الصنائع واين بحر مجزو هم آيد يعني مفتعلاتن شش بار وصوفيه ميگويند هركه در وى جمعيت إلهية بجميع اسما وصفات أكثر بود أكمل باشد وهر كرا حظ از اسماى إلهية أقل باشد انقص بود واز مرتبهء خلافت ابعد.
(٢) الأسراء / ٨١.
(٣) التوبة / ١٢٧.
(٤) ابن ميّاد هو الرمّاح بن أبرد بن ثوبان الذبيان الغطفاني المضري، أبو شرحبيل ويقال أبو حرملة. توفي حوالي عام ١٤٩ هـ / ٧٦٦ م. شاعر رقيق هجّاء، مخضرم بين الأمويين والعباسيين. كان يهجو الناس ويسبهم، اشتهر بنسبته لأمه ميادة فقيل: ابن ميادة. الأعلام ٣/ ٣١، الأغاني ٢/ ٨٥، إرشاد الأريب ٤/ ٢١٢، الشعر والشعراء ٢٩٨، خزانة الأدب ١/ ٧٧.