موسوعة كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم،

التهانوي (المتوفى: 1158 هـ)

الإسلام:

صفحة 178 - الجزء 1

  فرقة من المعتزلة أصحاب أبي جعفر إسكاف⁣(⁣١) قالوا: اللّه تعالى لا يقدر على ظلم العقلاء بخلاف ظلم الصبيان والمجانين فإنه يقدر عليه، كذا في شرح المواقف⁣(⁣٢).

الإسلام:

  [في الانكليزية] Islam

  [في الفرنسية] L'Islam

  هو لغة الطاعة والانقياد، ويطلق في الشرع على الانقياد إلى الأعمال الظاهرة، كما بين ذلك النبيّ بقوله: «الإسلام أن تشهد أن لا إله إلّا اللّه وأن محمدا رسول اللّه وتقيم الصلاة وتؤتى الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت»⁣(⁣٣).

  وحاصل ذلك أن الإسلام شرعا هو الأعمال الظاهرة من التلفظ بكلمتي الشهادة والإتيان بالواجبات والانتهاء عن المنهيات. وعلى هذا المعنى، هو يغاير الإيمان وينفك عنه، إذ قد يوجد التصديق مع انقياد الباطن بدون الأعمال، وقد يطلق على الأعمال المشروعة، ومنه قوله تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ}⁣(⁣٤) وخبر أحمد⁣(⁣٥): «أيّ الإسلام أفضل؟ قال:

  الإيمان»⁣(⁣٦)، وخبر ابن ماجة⁣(⁣٧) «قلت ما الإسلام قال تشهد أن لا إله إلّا اللّه وتشهد أنّ محمدا رسول اللّه وتؤمن بالأقدار كلها خيرها وشرها حلوها ومرّها»⁣(⁣٨)، وعلى هذا هو يغاير الإيمان ولا ينفك عنه، أي عن الإيمان لاشتراطه لصحتها وهي لا تشترط لصحته خلافا للمعتزلة.

  وأما الإسلام المأخوذ بالمعنى اللغوي الذي قد يستعمله به أهل الشرع أيضا فبينه وبين الإيمان تلازم في المفهوم، فلا يوجد شرعا إيمان بلا إسلام ولا عكسه وهو الظاهر.

  وقيل بينهما ترادف لأن الإسلام هو الخضوع والانقياد للأحكام بمعنى قبولها والإذعان بها، وذلك حقيقة التصديق، فيترادفان. فالإسلام يطلق على ثلاثة معان والإيمان أيضا يطلق شرعا على كلّ من تلك


(١) أبو جعفر الإسكافي: هو محمد بن عبد اللّه، أبو جعفر الإسكافي. أصله من سمرقند، وتوفي في بغداد عام ٢٤٠ هـ / ٨٥٤ م. أحد أئمة المعتزلة. عالم بالكلام. له عدة مناظرات مع علماء الكلام. الأعلام ٦/ ٢٢١. خطط المقريزي ٢/ ٣٤٦.

لسان الميزان ٥/ ٢٢١.

(٢) سبقت الإشارة إليه.

(٣) أخرجه مسلم في الصحيح، ١/ ٣٧ - ٣٨، عن عمر بن الخطاب، كتاب الإيمان (١)، باب بيان الإيمان والإسلام (١)، حديث رقم ١/ ٨.

(٤) آل عمران / ١٩.

(٥) هو الإمام أحمد بن محمد بن حنبل، أبو عبد اللّه الشيباني الوائلي. ولد في بغداد عام ١٦٤ هـ / ٧٨٠ م وتوفي فيها عام ٢٤١ هـ / ٨٥٥ م. أحد الأئمة الأربعة في الفقه الإسلامي، وإمام المذهب الحنبلي أصولي، متكلم، كثير الأسفار، له عدة مؤلفات هامة. الأعلام ١/ ٢٠٣، ابن عساكر ٢/ ٢٨، حلية الأولياء، ٩/ ١٦١، صفة الصفوة ٢/ ١٩٠، وفيات الأعيان ١/ ١٧، تاريخ بغداد ٤/ ٤١٢، البداية والنهاية ١٠/ ٣٢٥، دائرة المعارف الإسلامية ١/ ٤٩١، معجم المفسرين ١/ ٥٧.

(٦) أخرجه أحمد بن حنبل في المسند، ٣/ ٣٧٢، عن جابر بن عبد اللّه بلفظ: «أي الإسلام أفضل؟ قال أن يسلم المسلمون من لسانك ويدك».

(٧) ابن ماجة: هو محمد بن يزيد الربعي القزويني، أبو عبد اللّه ابن ماجة. ولد بقزوين عام ٢٠٩ هـ / ٨٢٤ م. وتوفي عام ٢٧٣ هـ / ٨٨٧ م. أحد الأئمة في علم الحديث. تنقل في البلاد. وله عدة مؤلفات. الأعلام ٧/ ١٤٤، وفيات الأعيان ١/ ٤٨٤، تهذيب التهذيب ٩/ ٥٣٠، تذكرة الحفاظ ٢/ ١٨٩، المنتظم ٥/ ٩٠، سنن ابن ماجة ٢/ ١٥٢٠، كشف الظنون ٣٠٠، معجم المفسرين ٢/ ٦٣٩.

(٨) أخرجه ابن ماجة في سننه، ١/ ٣٤، عن عدي بن حاتم، المقدمة، باب في القدر (١٠) الحديث رقم ٨٧، قال عدي: أتيت النبي فقال: يا عدي بن حاتم! أسلم تسلم. قلت وما الإسلام؟ فقال: تشهد أن لا إله إلا اللّه، وأني رسول اللّه وتؤمن بالأقدار كلها، خيرها وشرها، حلوها ومرها.