موسوعة كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم،

التهانوي (المتوفى: 1158 هـ)

اعتراض الكلام:

صفحة 229 - الجزء 1

  متّصلين معنى، وكذا بعض صور التذييل. فعند هؤلاء لا يشترط أن لا يكون للمعترضة محل من الإعراب هكذا يستفاد من الأطول والمطول وأبي القاسم. وقد يقع اعتراض في اعتراض كقوله تعالى: {فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ ٧٥ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ٧٦ إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ}⁣(⁣١) اعترض بين القسم وجوابه بقوله: {وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ} الآية، وبين القسم وصفته بقوله {لَوْ تَعْلَمُونَ} تعظيما للقسم وتحقيقا لاجلاله، وإعلاما لهم بأنّ له عظمة لا يعلمونها. قال الطيبي⁣(⁣٢) في التبيان ووجه حسن الاعتراض حسن الإفادة مع أنّ مجيئه مجيء ما لا يترقب فيكون كالحسنة تأتيك من حيث لا تحتسب، كذا في الإتقان.

فائدة:

  كثيرا ما يشتبه الاعتراض بالحال كما في قوله تعالى {قالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثى وَإِنِّي سَمَّيْتُها مَرْيَمَ}⁣(⁣٣) فإنّ ما بين قوله: {إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثى} وقوله {وَإِنِّي سَمَّيْتُها مَرْيَمَ}، اعتراض. والفرق أنه قال ابن مالك⁣(⁣٤) في شرح التسهيل⁣(⁣٥) وتميّز الاعتراضية عن الحالية امتناع قيام المفرد مقامها وجواز اقترانها بالفاء وإن والسين ولن وحرف تنفيس وجواز كونها طلبيّة، والحالية تخالف الاعتراضية في جميع ذلك. ومن جملة الفارقات اللفظية وإن لم يذكره ابن مالك جواز اقتران الاعتراضية بالواو مع تصديرها بالمضارع المثبت، وأنه تمنع في الحالية هذه الفروق اللفظية. وأما الفروق المعنوية فهو ما أشار إليه صاحب الكشاف من أنّ الحالية قيد لعامل الحال ووصف له في المعنى، بخلاف الاعتراضية فإنّ لها تعلّقا بما قبلها، لكن ليس بهذه المثابة، كذا في چلپي المطول. وان شئت الزيادة على هذا فارجع إلى مغنى اللبيب⁣(⁣٦).

  وهاهنا إشعار بأنّ الاعتراض والاعتراضية تطلقان على الجملة المعترضة أيضا، كما أنّ الاعتراض يطلق على الإتيان بالجملة المذكورة. وقد ذكر صاحب المغني وقوع الاعتراض في سبعة عشر موضعا، فإن شئت التفصيل فارجع إليه.

اعتراض الكلام:

  [في الانكليزية] Pleonasm، verbiage

  [في الفرنسية] Pleonasm، verbiage، tautologie

  قبل التمام هو الحشو.


(١) الواقعة / ٧٥ - ٧٧.

(٢) الطيبي هو الحسين بن محمد بن عبد اللّه، شرف الدين الطيبي. توفي العام ٧٤٣ هـ / ١٣٤٢ م. من علماء الحديث والتفسير والبيان. كان له ثروة كبيرة أنفقها في وجوه الخير حتى أصبح فقيرا آخر عمره. ردّ على المبتدعة وله عدة مؤلفات. الأعلام ٢/ ٢٥٦، الدرر الكامنة ٢٦٨، البدر الطالع ١/ ٢٢٩، كشف الظنون ١/ ٧٢٠ بغية الوعاة ٢٢٨.

(٣) آل عمران / ٣٦.

(٤) ابن مالك هو محمد بن عبد اللّه بن مالك الطائي الجيّاني، أبو عبد اللّه جمال الدين. ولد في الأندلس عام ٦٠٠ هـ / ١٢٠٣ م وتوفي بدمشق عام ٦٧٢ هـ / ١٢٧٤ م. إمام في اللغة والنحو، له الكثير من المؤلفات الهامة. الأعلام ٦/ ٢٣٣، بغية الوعاة ٥٣، فوات الوفيات ٢/ ٢٢٧، خزائن الكتب ٦٤، نفح الطيب ١/ ٤٣٤، غاية النهاية ٢/ ١٨٠، آداب اللغة ٣/ ١٤٠، طبقات السبكي ٥/ ٢٨.

(٥) من شروح تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد لجمال الدين أبي عبد اللّه محمد بن عبد اللّه المعروف بابن مالك الطائي (- ٦٧٢ هـ) شرح أثير الدين أبي حيان محمد بن يوسف الأندلسي (- ٧٤٥ هـ) وسمّاه التخييل الملخص من شرح التسهيل وشرح جمال الدين عبد اللّه بن يوسف بن هشام (- ٧٦٢ هـ) وسمّاه التحصيل والتفصيل لكتاب التذييل والتكميل إلى غير ذلك من الشروح. كشف الظنون ١/ ٤٠٥ - ٤٠٧.

(٦) (مغني اللبيب عن كتب الأعاريب لجمال الدين أبي محمد عبد اللّه بن يوسف بن أحمد بن عبد اللّه بن هشام الأنصاري (- ٧٦٢ هـ) تبريز، ١٢٧٦ هـ، كشف الظنون ١٧٥١ - ١٧٥٢، معجم المطبوعات ٢٧٦.