موسوعة كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم،

التهانوي (المتوفى: 1158 هـ)

التقسيم الثاني

صفحة 438 - الجزء 1

  على الماء، وفي الشاة الجبلي هو المجموع المركّب من الأمور المتعددة بل الهيئة الحاصلة منها. وإمّا تشبيه مركّب بمفرد. وأيضا التشبيه باعتبار الطرفين إن تعدد طرفاه فإمّا ملفوف وهو أن يؤتى على طريق العطف أو غيره بالمشبّهات أو لا، ثمّ بالمشبّه بها [كذلك،]⁣(⁣١) أو بالعكس كقولنا كالشمس والقمر زيد وعمرو، وقولنا كالقمرين زيد وعمرو إذا أريد تشبيه أحدهما بالشمس والآخر بالقمر، أو مفروق وهو أن يؤتى بمشبّه ومشبّه به ثم آخر وآخر كقوله: النشر مسك والوجوه دنانير. ولا يخفى أنّ الملفوف والمفروق لا يخصّ بالطرف بل يجري في الوجه أيضا. وإن تعدّد طرفه الأول يعني المشبّه يسمى تشبيه التسوية لأنه سوّى بين المشبهين كقوله.

  صدغ الحبيب وحالي كلاهما كالليالي. ... ثغوره⁣(⁣٢) في صفاء ودمعي كاللآلئ

  وإن تعدّد طرفه الثاني أعني المشبه به فتشبيه الجمع لأنّه يجمع للمشبّه وجوه تشبيه أو يجمع له أمور مشبهات كقوله:⁣(⁣٣)

  كإنّما تبسم عن لؤلؤ. ... منضّد أو برد أو أقاح

  وقيل شعر آخر مشتملا على عدة تشبيهات وهو:

  نفسي الفداء لثغر راق مبسمه ... وزانه شنب ناهيك من شنب.

  يفتر عن لؤلؤ رطب وعن برد ... وعن أقاح وعن طلع وعن حبب

  هكذا في مقامات الحريري

التقسيم الثاني

  باعتبار الأداة إلى مؤكد وهو ما حذفت أداته نحو زيد أسد ومرسل وهو بخلافه. وفي جعل زيد في جواب من قال من يشبه الشمس تشبيها مؤكدا نظر، لأن حذف الأداة على هذا الوجه لا يشعر بأنّ المشبّه عين المشبّه به.

  فالوجه أن يفرّق بين الحذف والتقدير ويجعل الحذف كناية عن الترك بالكلية بحيث لا تكون مقدّرة في نظم الكلام. ويجعل الكلام خلوا عنها مشعرا بأنّ المشبّه عين المشبّه به في الواقع بحسب الظاهر. فعلى هذا قوله تعالى {وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحابِ}⁣(⁣٤) إذا كان تقديره مثل مرّ السّحاب بالقرينة، فتشبيه مرسل، وبدعوى أن مرور الجبال عين مرّ السحاب تشبيه مؤكّد فاعرفه، فإنّه من المواهب. فالمرسل ما قصد أداته لفظا أو تقديرا لعدم تقييده بالتأكيد المستفاد من إجراء المشبّه به على المشبه. فإن قلت إنّ زيدا كالأسد مشتمل على تأكيد التشبيه فكيف يجعل مرسلا؟ قلت اعتبر في المؤكد والمرسل التأكيد بالنظر إلى نفس أركان التشبيه مع قطع النظر عما هو خارج عما يفيد التشبيه.

التقسيم الثالث

  باعتبار الوجه. فالوجه إمّا غير خارج عن حقيقة الطرفين سواء كان نفس الحقيقة أو نوعا أو جنسا أو فصلا، وسواء كان حسيا مدركا بالحس أو عقليا، وإمّا خارج عن حقيقتهما.

  ولا يخفى أنّ تشبيه الإنسان بالفرس في


(١) كذلك (+ م، ع).

(٢) وثغره (م، ع).

(٣) هو الوليد بن عبيد بن يحي الطائي، أبو عبادة البحتري. ولد بمنبج قرب حلب عام ٢٠٦ هـ / ٨٢١ م. وتوفي فيها عام ٢٨٤ هـ / ٨٩٨ م. شاعر كبير، يقال لشعره سلاسل الذهب. لقب بالشاعر لجودة شعره حتى فضلوه على المتنبي وأبي تمام.

له ديوان شعر مطبوع وكتاب الحماسة. الاعلام ٨/ ١٢١، وفيات الأعيان ٢/ ١٧٥، معاهد التنصيص ١/ ٢٣٤، تاريخ بغداد ١٣/ ٤٤٦، مفتاح السعادة ١/ ١٩٣.

(٤) النمل / ٨٨.