موسوعة كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم،

التهانوي (المتوفى: 1158 هـ)

التهبج:

صفحة 521 - الجزء 1

  تسمية اللاحق للقوافي المطلقة والمقيدة تنوينا مجاز وإنّما هو نون أخرى زائدة، ولهذا لا يختص بالاسم ويجامع الألف واللام ويثبت في الوقف. وزاد بعضهم سابعا وهو تنوين الضرورة وهو اللاحق لما لا ينصرف والمنادى المضموم.

  وثامنا هو التنوين الشاذ وفائدته مجرد تكثير اللفظ. وذكر ابن الخبّاز⁣(⁣١) في شرح الجزولية⁣(⁣٢) أن أقسام التنوين عشرة وجعل كلا من تنوين المنادي وتنوين صرف ما لا ينصرف قسما برأسه. والعاشر تنوين الحكاية مثل ان تسمّي رجلا لعاقلة لبيبة انتهى.

  والنون عند الصوفية عبارة عن انتقاش صور المخلوقات بأحوالها وأوصافها كما هي عليه جملة واحدة. وذلك الانتقاش هو عبارة عن كلمة اللّه لها كن، فهي تكون على حسب ما جرى به القدر في اللوح المحفوظ الذي هو مظهر لكلمة الحضرة، لأنّ كل ما يصدر من لفظ كن فهو تحت حيطة اللوح المحفوظ، فلذا قلنا إنّ النون مظهر لكلام اللّه تعالى وكناية عن اللوح المحفوظ، فهو كتاب اللّه أيضا، والتوضيح في الإنسان الكامل في باب الصفة.

  ويقول في لطائف اللغات: النون في اصطلاح الصوفية عبارة عن العلم الإجمالي للحضرة الأحديّة. وهي عند بعضهم كناية عن العقل الكلّي، وعند صاحب الفتوحات المكية (ابن عربي) فهي عبارة عن العرش العظيم، وعند فريق آخر كناية عن بحر النور. ومرجع الجميع واحد. ويقول في كشف اللغات: النون في اصطلاح المتصوفة اسم من أسماء اللّه تعالى وهو تجلّي الحقّ بالاسم الظاهر في كلّ مجمع الأكوان⁣(⁣٣).

التّهبّج:

  [في الانكليزية] Swelling

  [في الفرنسية] Gonflement

  بالموحدة مصدر من باب التفعل وهو عند الأطباء الورم الريحي اللّيّن عند الحسّ المخالط بالعضو، فإن لم يكن لينا مخالطا بل متميزا مجتمعا مقاوما للحس يسمّى نفخة، كذا في المؤجز.

التّهكّم:

  [في الانكليزية] Mocking، irony

  [في الفرنسية] Moquerie، ironie

  هو الاستهزاء. والاستعارة التهكمية قد سبقت.

التّواتر:

  [في الانكليزية] Succession،

  hadith attributed to a companion of the Prophet

  [في الفرنسية] Succession، hadith attribue a un compagnon du Prophete

  هو في اللغة تتابع أمور واحدا بعد واحد بغيره من الوتر. ومنه {ثُمَّ أَرْسَلْنا رُسُلَنا تَتْرا}⁣(⁣٤). وفي اصطلاح الأصوليين خبر جماعة مفيد بنفسه العلم بصدقه ويسمّى متواترا أيضا.

  فبقيد الجماعة خرج خبر الواحد، وبقيد المفيد خرج خبر جماعة لا يفيده، وبقيد بنفسه خرج الخبر


(١) هو أحمد بن الحسين بن أحمد الأربلي الموصلي، أبو عبد اللّه، شمس الدين ابن الخبّاز. توفي عام ٦٣٩ هـ / ١٢٤١ م.

نحوي ضرير. له تصانيف هامة في اللغة والنحو. الاعلام ١/ ١١٧، نكت الهميان ٩٦، دار الكتب ٧/ ٥٠.

(٢) لأحمد بن الحسين بن أحمد بن معالي بن منصور بن علي الأربلي الموصلي المعروف بابن الخبّاز (- ٦٣٩ هـ). والمقدمة الجزولية في النحو لأبي موسى عيسى بن عبد العزيز الجزولي البربري (- ٦٧٧ هـ) وتعرف بالقانون أيضا وعليها شروح كثيرة. كشف الظنون ٢/ ١٨٠٠ - ١٨٠١. هدية العارفين ٥/ ٩٥، معجم المؤلفين ١/ ٢٠٠.

(٣) ودر لطائف اللغات ميگويد نون در اصطلاح صوفيه عبارت است از علم اجمالي در حضرت احديت ونزد بعضي كنايت از عقل كل است ونزد صاحب فتوحات مكيه عبارت است از عرش عظيم ونزد بعضي كنايت از بحر نور است ومرجع كل يكيست انتهى. ودر كشف اللغات ميگويد نون در اصطلاح متصوفه اسمى است از أسماء اللّه تعالى وآن تجلي حق است باسم ظاهر در هر مجمع أكوان.

(٤) المؤمنون / ٤٤.