حرف (الشين) (ش)
  شابه، وحينئذ تطلع عليه روح ذلك الشيخ بسبب كمالها وتشفع له في الدنيا والآخرة.
  والفرقة الخامسة وهم عوام الهنود القائلين بأنّ: الحقّ ذاته منزّهة عن أن يستطيع أحد أن يعبده، ذلك لأنّه سبحانه لا يأتي في عقلنا وذهننا، وبسبب كونه منزّها عن الجسمية أو التمكّن بمكان فلا يمكن تصوره، إذن فلا سبيل إلى عبادته إلّا بالاتّجاه إلى مخلوق من مخلوقاته المقرّبين والمقبولين لديه، فيكون توجّهنا نحو تلك القبلة هو عين التوجّه نحو اللّه، والمخلوق الذي هو أهل لهذا الأمر ليس مخصوصا بجنس معيّن، بل أيّ واحد مقبول لدى أعتابه، أو أي شيء مشتمل على أمر عجيب وغريب يمكن أن يكون قبلة مثل مياه نهر الغانج أو شجرة ضخمة وأمثال ذلك.
  وهؤلاء الأقوام يساوون غيرهم في العبادة شركاء مع اللّه.
  وأمّا الذين يسوّون بين اللّه وغيره في غير العبادة فكثيرون. فمن جملتهم، من يذكرون الآخرين مع اللّه كذكرهم للّه، كما يقولون عن الملوك: مالك الملك ومالك رقاب الأمم، وملك الأملاك، وأحكم الحاكمين، وأمثال ذلك.
  ومن جملة هؤلاء أيضا: من ينذر لغير اللّه أو يذبح ويقرّب القرابين تعظيما لغير اللّه، أو تقرّبا لغير اللّه، وهم بذلك يسوّون بين اللّه وبين مخلوقاته في تلك الأمور. كما أنّ من جملة هؤلاء من يتسمّى باسم عبد فلان أو غلام فلان وهذا نوع من الشّرك في الأسماء. كما ذكر ذلك الترمذي في الحديث وأخرجه الحاكم في تفسير قوله تعالى: {وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ} {فَتَعالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} في سورة الأعراف؛ بما أنّه لم يعش لهود # ولد، فتمثّل إبليس بهيئة رجل كبير وقال: إذا ولد لك غلام هذه المرة فسمّه عبد الحارث لكي يعيش. وبناء على ذلك هكذا فعلوا وعاش الغلام. ومن جملة هؤلاء أيضا:
  أولئك الذي يدعون غير اللّه لدفع بلاء، وكذلك لجلب المنافع يتوجّهون لغير اللّه. ويعدّون هؤلاء عالمين بالغيب ولهم القدرة المطلقة. وهذا نوع من الشّرك في العلم والقدرة.
  كذلك من جملة هؤلاء قوم يسوّون بين اسم اللّه وبين اسم كائن آخر في مقام العلم الشامل أو المشيئة الشاملة أو الإرادة المطلقة، وذلك كما أخرج النسائي وابن ماجة في الحديث الذي ورد فيه أنّ أحدهم قال للنبي ﷺ: ما شاء اللّه وشئت. فقال له النبي ﷺ: جعلتني للّه ندّا، بل ما شاء اللّه وحده.
  وينبغي أن يعلم هنا بأنّ عبادة غير اللّه تعدّ شركا وكفرا، فكذلك إطاعة غيره سبحانه على وجه الاستقلال كفر. وهذا يعني أنّه لا يعدّ ذلك الغير مبلّغا لحكم اللّه، فيطيعه ويرى اتّباعه لازما، ومع معرفته بأنّ حكم الغير مخالف للحكم الإلهي فإنّه يستمرّ في ضلاله، ولا ينزع عن عبادة غيره، وهذا نوع من اتخاذ الأنداد كما ورد في القرآن قوله سبحانه: {اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَرُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ}. التوبة: ٣١. ويشبه هذا من يعتقد بأنّ حكم الحاكم أو الملك الذي هو مخالف لحكم اللّه هو حقّ وواجب الاتباع كحكم اللّه. وهذا الأمر ينطبق عليه قوله تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ}. المائدة:
  ٤٤. هكذا قال مولانا عبد العزيز الدهلوي في التفسير العزيزي في تفسير سورة الاخلاص وسورة البقرة وغيرها(١).
(١) بايد دانست كه علماء فرموده اند كه شرك بر چهار وجه مىشود گاهى در عدد ميباشد وآن را بلفظ أحد نفي فرموده وگاهى