موسوعة كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم،

التهانوي (المتوفى: 1158 هـ)

الفكر:

صفحة 1284 - الجزء 2

  وأمّا الفقهاء فاختلفوا في تفسيره، فقيل الفقير من له مال ما دون النصاب أي غير ما يبلغ نصابا، أي قدر مائتي درهم أو قيمتها فصاعدا فاضلا عن حاجته الأصلية، سواء كان ناميا أو لا وهو الصحيح. فالصّحة والاكتساب لا يمنعان من دفع الصدقة إليه كما في الاختيار. والمسكين من لا شيء له من المال وعنه أي عن أبي حنيفة ¦ أنّ الفقير من يسأل والمسكين من لا يسأل وهو قول الشافعي رحمة اللّه عليه أيضا. وفي الكافي أنّ الفقير هو الذي لا يسأل لأنّه يجد ما يكفيه في الحال والمسكين هو الذي يسأل لأنّه لا يجد شيئا، كذا روي عن أبي حنيفة | أيضا، وهو أصحّ. والمذهب أنّ المسكين أسوأ حالا من الفقير وعليه عامة السلف. وقيل الفقير الزّمن المحتاج والمسكين الصحيح المحتاج كما في الزاهدي. وقيل الفقير من له أدنى شيء والمسكين من لا شيء له. وقيل الفقير من كان له ولعياله قوت يوم أو قدر على الكسب لهما، والمسكين من ليس له شيء ولم يقدر على الكسب كما في المضمرات. وقيل الفقير والمسكين كلاهما بمعنى واحد كما في النظم⁣(⁣١)، وفائدة الاختلاف تظهر في الوقف والوصية. هكذا يستفاد من البرجندي وجامع الرموز في بيان مصرف الزكاة. ومنهما في باب الجزية اختلف الفقهاء في حدّ الغني والفقير والمتوسّط في مسئلة أخذ الجزية، فقال عيسى بن أبان⁣(⁣٢) إنّ الفقير هو الذي يعيش بكسب يده في كلّ يوم والمتوسّط من يحتاج إلى الكسب في بعض الأوقات والغني من لا يحتاج إليه أصلا. وقيل الفقير المحترف والمتوسّط من له مال ويعمل بنفسه والغني من له مال يعمل بأعوانه. وقيل الفقير من له أقل من مائتي درهم والمتوسّط من له الزائد عليه إلى أربع مائة والغني من له الزائد عليها. وقيل الفقير المكتسب والمتوسّط من له نصاب والغني من له عشرة آلاف درهم. وقيل الفقير من له أقلّ من النصاب والمتوسّط من له الزائد عليه إلى عشرة آلاف والغني من له الزائد عليها كما في النظم.

  والصحيح في معرفة هؤلاء عرف كلّ بلد هو فيه. فمن عدّه الناس فقيرا أو متوسّطا أو غنيا في تلك البلدة فهو كذلك، وهو المختار كما في الاختيار. وهاهنا أقوال أخر ذكرت في البرجندي.

الفكر:

  [في الانكليزية] Thought، reflection

  [في الفرنسية] Pensee، reflexion

  بالكسر وسكون الكاف عند المتقدّمين من المنطقيين يطلق على ثلاثة معان. الأول حركة النفس في المعقولات بواسطة القوة المتصرّفة، أيّ حركة كانت، أي سواء كانت بطلب أو بغيره، وسواء كانت من المطالب أو إليها، فخرج بقيد الحركة الحدس لأنّه الانتقال من المبادئ إلى المطالب دفعة لا تدريجا. والمراد بالمعقولات ما ليست محسوسة وإن كانت من الموهومات فخرج التخيّل لأنّه حركة النفس في


= وبعدم أصلي وذاتي راجع گردد وآن را فقر حقيقي گويند وأزين جهت فرموده اند ثم الفقير فهو اللّه زيرا كه اين مقام اطلاق ذات حق است واينجا غير اعتباري وگنجايشى ندارد واين سواد الوجه سواد أعظم است زيرا كه سواد أعظم آنست كه هرچه خواهند درو باشد وهرچه در تمامهء موجودات مفصل است درين مرتبه بطريق اجمال است كالشجر في النواة انتهى كلامه.

ودر لطائف اللغات ميگويد فقر بطور صوفيه مترادف عشق است وفرق در ميان فقر وتصوف در لفظ تصوف گذشت.

(١) ورد ذكره سابقا.

(٢) هو عيسى بن أبان بن صدقة، أبو موسى، توفي بالبصرة عام ٢٢١ هـ / ٨٣٦ م، قاضي، من كبار فقهاء الحنفية، ورع عفيف، له عدة كتب. الاعلام ٥/ ١٠٠، تاريخ بغداد ١١/ ١٥٧، الفوائد البهية ١٥١، الجواهر المضية ١/ ٤٠١.