القطب:
  وضعية يتحرّك كلّ نقطة عليها وترسم في دورة تامّة من كلّ نقطة محيط دائرة سوى نقطتين متقابلتين، فإنّهما لا يتحرّكان أصلا، وكذلك كلّ نقطة تفرض في داخل المحيط فإنّها تتحرّك وترسم في الدورة محيط دائرة سوى النقطة المفروضة على الخط الواصل بين النقطتين الثابتتين على المحيط، وهذه النقطة مركز لتلك الدوائر المرسومة على المحيط وفي داخله، فالنقطتان الثابتتان على المحيط تسمّيان قطبي الكرة وقطبي حركتها وقطبي المنطقة وقطبي الدوائر المرسومة عليها. فالقطب بالحقيقة إنّما يكون للدوائر الحاصلة بالحركة لا لكلّ دائرة تفرض على محيط الكرة. وأمّا إطلاق القطب في غير الدوائر الحاصلة بالحركة. فعلى سبيل التشبيه والتجوّز وذلك الخط الواصل بينهما يسمّى محور الكرة والحركة، والدائرة العظيمة المفروضة على منتصف ما بين النقطتين تسمّى منطقة الكرة والحركة، وقطبا الفلك الأعظم يسمّيان بقطبي العالم، والقطب الظاهر منهما ما يكون على الأفق شماليا كان أو جنوبيا، والقطب الخفي منهما ما يكون تحت الأفق شماليا كان أو جنوبيا، وارتفاع القطب وانحطاطه عن الأفق يكون مساويا لعرض البلد، هكذا يستفاد من شروح الملخص. والقطب في الأسطرلاب هو الوتد الموضوع في وسط الأسطرلاب المارّ بالحجرة والصفائح والعنكبوت. والقطب عند أهل السلوك عبارة عن رجل واحد هو موضع نظر اللّه تعالى من العالم في كلّ زمان ويسمّى بالغوث أيضا، وهو خلق على قلب محمّد ÷ يعني قطب: إنسان واحد الذي هو محلّ نظر اللّه سبحانه وتعالى نظرة خاصة من بين جميع الناس في كلّ زمان، وذلك القطب على مثل قلب المصطفى ﷺ، ويقال له عبد الإله، وعن يمينه وشماله إمامان. أمّا الذي عن يمينه فاسمه عبد الرّبّ ونظره في عالم الملكوت، وأمّا الذي عن شماله فاسمه عبد الملك ونظره في عالم الملك وهو أعلى من زميله عبد الرّبّ وهو خليفة القطب بعد موته، كذا في مجمع السلوك.
  ويقول في مرآة الأسرار: إنّ الذي عن اليمين يسمّى عبد الملك، والذي عن الشمال يسمّى عبد الرّبّ. ويأخذ عبد الملك من روح القطب مدار الفيض. ثم يفيض هو على أهل العالم العلوي. وأمّا عبد الرّبّ فيأخذ الفيض من قلب القطب ثم يفيض هو على أهل العالم السّفلي. وحين يموت القطب فإنّ عبد الملك يقوم مقامه. ويذكر أيضا في لفظ الولي ما يتعلّق بهذا.
  اعلم بأنّ رجال اللّه هم أقطاب وغيرهم يعني رجال اللّه هم أقطاب. ومنهم الغوث والإمامان والأوتاد والأبدال والأخيار والأبرار والنّقباء والنّجباء والعمدة والمكتومون والأفراد(١). فالقطب هو الذي يكون على قلب محمد عليه الصلاة والسلام ويسمّى أيضا بقطب العالم وقطب الأقطاب والقطب الأكبر وقطب
(١) قطب يك تن است كه أو محل نظر خداى تعالى بود نظري خاص از جميع عالم در هر زمان وآن قطب مثل دل محمد مصطفى است عليه الصلاة والسلام قطب را عبد الاله گويند وراستا وچپاى أو دو امام اند آنكه در راستا بود نام أو عبد الرب گويند ونظر أو در ملكوت است وآنكه در چپ است نام أو عبد الملك گويند ونظر أو در ملك است واين أعلى است از عبد الرب وهمين خليفه قطب شود بعد موت أو كذا في مجمع السلوك ودر مرآة الاسرار گويد آنكه بدست راست است نام أو عبد الملك است وآنكه بدست چپ است نام أو عبد الرب است وعبد الملك از روح قطب مدار فيض ميگيرد وبر أهل علوي افاضه مىكند وعبد الرب از دل قطب مدار فيض ميگيرد وبر أهل سفلى افاضه مىكند وچون قطب مدار بميرد عبد الملك قائم مقام أو شود ويذكر أيضا في لفظ الولي. بدان كه رجال اللّه اقطاب اند وغيره يعني مردان خدا اقطاب اند وغوث وامامان وأوتاد وابدال واخيار وابرار نقباء ونجباء وعمده ومكتومان ومفردان.