حرف الميم (م)
  أي ألق في جهنم. ومن إطلاق المثنّى على المفرد كلّ فعل نسب إلى شيئين وهو لأحدهما فقط نحو {يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ}(١) وإنّما يخرج من أحدهما وهو الملح دون العذب ونحو يؤمّكما أكبركما خطابا لرجلين ونظيره نحو {وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً}(٢) أي في أحدهن.
  ومثال إطلاق المثنّى على الجمع {ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ}(٣) أي كرات لأنّ البصر لا يحسن(٤) إلّا بها. ومثال إطلاق الجمع على المفرد {قالَ رَبِّ ارْجِعُونِ}(٥) أي أرجعني، ونحو {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ}(٦) أي أنا. ومثال إطلاقه على المثنّى {قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ}(٧) ونحو {فَإِنْ كانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ}(٨) أي أخوان ونحو {صَغَتْ قُلُوبُكُما}(٩) أي قلباكما ونحو {فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما}(١٠) أي يديهما. ومنها إطلاق الماضي على المستقبل لتحقّق وقوعه نحو {أَتى أَمْرُ اللَّهِ}(١١) أي السّاعة بدليل فلا تستعجلوه ونحو {وَنادى أَصْحابُ الْجَنَّةِ}(١٢). وعكسه لإفادة الدوام والاستمرار فكأنّه وقع واستمر نحو ولقد نعلم أي علمنا. ومن لواحق ذلك التعبير عن المستقبل باسم الفاعل أو المفعول لأنّه حقيقة في الحال لا في الاستقبال نحو {وَإِنَّ الدِّينَ لَواقِعٌ}(١٣) ونحو {ذلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ}(١٤). ومنها إطلاق الخبر على الطلب أمرا أو نهيا أو دعاء مبالغة في الحثّ عليه حتى كأنّه وقع وأخبر عنه نحو {وَما تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغاءَ وَجْهِ اللَّهِ}(١٥) أي لا تنفقوا ونحو {قالَ لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ}(١٦) أي اللّهم اغفر لهم ونحو {وَالْوالِداتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كامِلَيْنِ}(١٧). وعكسه نحو {فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمنُ مَدًّا}(١٨) أي يمدّ. ومنها وضع النداء موضع التعجّب نحو {يا حَسْرَةً عَلَى الْعِبادِ}(١٩) ونحو يا للماء ويا للدواهي. ومنها وضع جمع القلّة موضع الكثرة نحو {وَهُمْ فِي الْغُرُفاتِ آمِنُونَ}(٢٠) وغرف الجنّة لا يحصى. وعكسه
(١) الرحمن / ٢٢
(٢) نوح / ١٦
(٣) الملك / ٤
(٤) يحسر (م)
(٥) المؤمنون / ٩٩
(٦) ق / ١٦
(٧) فصلت / ١١
(٨) النساء / ١١
(٩) التحريم / ٤
(١٠) المائدة / ٣٨
(١١) النحل / ١
(١٢) الأعراف / ٤٤
(١٣) الذاريات / ٦
(١٤) هود / ١٠٣
(١٥) البقرة / ٢٧٢
(١٦) يوسف / ٩٢
(١٧) البقرة / ٢٣٣
(١٨) مريم / ٧٥
(١٩) يس / ٣٠
(٢٠) سبأ / ٣٧