موسوعة كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم،

التهانوي (المتوفى: 1158 هـ)

الحدوث:

صفحة 628 - الجزء 1

  وسلم وهن مما يقرأ من القرآن، رواه الشيخان.

  ومعنى قولها وهن مما يقرأ أنّ التلاوة نسخت أيضا ولم يبلغ ذلك كل الناس إلى بعد وفاة رسول اللّه ÷، فتوفي وبعض الناس يقرؤها. وقال أبو موسى الأشعري نزلت ثم رفعت. والثاني ما نسخ حكمه دون تلاوته. والثالث ما نسخ تلاوته دون حكمه.

  قال أبو عبيد: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم⁣(⁣١) عن أيوب⁣(⁣٢) عن نافع⁣(⁣٣) عن ابن عمر قال: لا يقولن أحدكم قد أخذت القرآن كله، وما يدريه ما كلّه، فإنه قد ذهب منه قرآن كثير، ولكن ليقل قد أخذت منه ما ظهر. وقال حدثنا ابن أبي مريم⁣(⁣٤) عن ابن لهيعة⁣(⁣٥) عن أبي الأسود⁣(⁣٦) عن عروة بن الزبير⁣(⁣٧) عن عائشة رضي اللّه تعالى عنها قالت: كانت سورة الأحزاب تقرأ في زمان النبي ÷ مائتي آية كتب عثمان المصاحف لم يقدر منها إلّا على ما هو الآن. ثم ذكر صاحب الإتقان في هذا الضرب آيات منها إذا زنا الشيخ والشيخة فارجموهما البتة نكالا من اللّه واللّه عزيز حكيم. ومنها لو أن ابن آدم سأل واديا من مال فأعطيته سأل ثانيا فأعطيته سأل ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلّا التراب، ويتوب اللّه على من تاب، وإنّ ذات الدين عند اللّه الحنفية غير اليهودية ولا النصرانية، ومن يعمل خيرا فلن يكفره انتهى.

  وأيضا قد صرح الچلپي في حاشية التلويح في ركن السنة في بيان تعريف السنة بأنّ منسوخ التلاوة ليس من السّنة.

  وأما الثاني فلما ذكر في الاتقان أيضا في نوع أقسام القراءة حيث قال: قال القاضي جلال الدين البلقيني⁣(⁣٨) القراءة تنقسم إلى متواتر وآحاد وشاذ. فالمتواتر القراءات السبع


(١) هو إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم الأسدي البصري، أبو بشر. كان يقال له ابن عليّة نسبة لأمه. ولد عام ١١٠ هـ / ٧٢٨ م.

وتوفي ببغداد عام ١٩٣ هـ / ٨٠٩ م. من أكابر حفاظ الحديث، حجة ثقة مأمونا. تولى الصدقات والمظالم لهارون الرشيد.

الاعلام ١/ ٣٠٧، تهذيب التهذيب ١/ ٢٧٥، تذكرة الحفاظ ١/ ٢٩٦، ميزان الاعتدال ١/ ١٠٠، تاريخ بغداد ٦/ ٢٢٩.

(٢) هو أيوب بن أبي تميمة كيسان السختياني البصري، أبو بكر. ولد عام ٦٦ هـ / ٦٨٥ م. وتوفي ١٣١ هـ / ٧٤٨ م. تابعي، سيد فقهاء عصره، ناسك زاهد، من حفاظ الحديث الموثوقين. الاعلام ٢/ ٣٨، تهذيب التهذيب ١/ ٢٩٧، حلية الأولياء ٣/ ٣، اللباب ١/ ٥٣٦.

(٣) هو نافع المديني، أبو عبد اللّه. توفي عام ١١٧ هـ / ٧٣٥ م. من أئمة التابعين في المدينة. عالم بالفقه، كثير الرواية للحديث، ثقة. الاعلام ٨/ ٥، وفيات الأعيان ٢/ ١٥٠ تاريخ الاسلام للذهبي ٥/ ١٠، التهذيب ١٠/ ٤١٢.

(٤) هو نوح بن يزيد (أبو مريم) بن جعونة المروزي القرشي، أبو عصمة. توفي عام ١٧٣ هـ / ٧٨٩ م. قاضي مرو، يلقّب بالجامع لجمعه علوما كثيرة. كان من المرجئة ومطعونا في روايته للحديث. الاعلام ٨/ ٥١، تهذيب التهذيب ١٠/ ٤٨٦، ميزان الاعتدال ٣/ ٢٤٥.

(٥) هو عبد اللّه بن لهيعة بن فرعان الحضرمي المصري، أبو عبد الرحمن. ولد بمصر عام ٩٧ هـ / ٧١٥ م. وتوفي بالقاهرة عام ١٧٤ هـ / ٧٩٠ م. من كبار العلماء، قاض، محدّث وقد مدحه العلماء لغزارة علمه وسعة معرفته. الاعلام ٤/ ١١٥، النجوم الزاهرة ٢/ ٧٧، ميزان الاعتدال ٢/ ٦٤، وفيات الأعيان ١/ ٢٤٩، المعارف لابن قتيبة ٢٢١.

(٦) هو ظالم بن عمرو بن سفيان بن جندل الدؤلي الكناني. ولد عام ١ ق هـ / ٦٠٥ م. وتوفي عام ٦٩ هـ / ٦٨٨ م. واضع علم النحو. فقيه، أمير شاعر. أول من نقّط المصحف. وله شعر جيد مطبوع في ديوان صغير. الاعلام ٣/ ٢٣٦، صبح الأعشى ٣/ ١٦١، وفيات الأعيان ١/ ٢٤٠، تهذيب ابن عساكر ٧/ ١٠٤، إنباه الرواة ١/ ١٣.

(٧) هو عروة بن الزبير بن العوّام الأسدي القرشي، أبو عبد اللّه. ولد عام ٢٢ هـ / ٦٤٣ م. وتوفي بالمدينة عام ٩٣ هـ / ٧١٢ م.

أحد الفقهاء السبعة بالمدينة. وكان عالما بالدين، صالحا كريما. الاعلام ٤/ ٢٢٦، وفيات الأعيان ١/ ٣١٦، صفة الصفوة ٢/ ٤٧، حلية الأولياء ٢/ ١٧٦.

(٨) هو عبد الرحمن بن عمر بن رسلان الكناني، الشعلاني الأصل، ثم البلقيني المصري أبو الفضل جلال الدين. ولد بمصر عام ٧٦٣ هـ / ١٣٦٢ م. وتوفي بالقاهرة عام ٨٢٤ هـ / ١٤٢١ م. من علماء الحديث. تولى القضاء والإفتاء بمصر وله العديد من المؤلفات. الأعلام ٣/ ٣٢٠، شذرات الذهب ٧/ ١٦٦، كشف الظنون ٩٣٠، الضوء اللامع ٤/ ١٠٦.