تنبيه الغافلين عن فضائل الطالبيين،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

[الآية الرابعة عشرة]: قوله تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا}

صفحة 99 - الجزء 1

سورة المائدة

  [الآية الرابعة عشرة]: قوله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}⁣[المائدة: ٣].

  روي عن جماعة المفسرين أن هذه الآية من قوله تعالى: {الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ}⁣[المائدة: ٣] ... إلى آخر الآية نزلت يوم عرفة بعد العصر في حجة الوداع سنة عشر، والنبي ÷ واقف بعرفات، وروي أنه كان على ناقته العضباء.

  وروي أنه لم ينزل بعدها شيء، وعاش رسول الله ÷ بعدها إحدى وثمانين يوماً، فلا بد أن يكون ذلك أمر عظيم مما مَنَّ الله على المسلمين به، وتمم⁣(⁣١) عليهم تبيانه.

  ومعلوم أنه تعالى قد شرع جميع الشرائع قبل ذلك فلم يبق إلا أنه أمره أن ينص على علي بالإمامة، ويجعله الحجة على خلقه، وحفظ دينه، فلما بلغ غدير خم، ونزل قوله ø: {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ}⁣[المائدة: ٦٧]، على مانبينه من بعد من ما نزل في واد ليس بموضع النزول، ونص عليه، وبين فضله وشرفه، وأنه القائم بعده مقامه⁣(⁣٢)، وكان المشركون يقولون: إنه أمير لايقوم بعده مقامه أحد، ولاولد له فبين تعالى أنهم يئسوا من ذلك حيث نص عليه، وتمم به الشرع والدين، وهذا فضيلة ظاهرة.

  [الآية الخامسة عشرة]: قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ


(١) في (ب): وتمم لهم دينهم ببيانه.

(٢) في (ب): القائم مكانه بعده.