[الآية الرابعة عشرة]: قوله تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا}
  دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ} ... الآية [المائدة: ٥٤].
  روي عن(١) بعض المفسرين أنها نزلت في أبي بكر وأصحابه قاتلوا أهل الردة عن الحسن، وقتادة(٢)، وابن جريج(٣)، وغيرهم.
  وقيل: نزلت في الأنصار عن السدي.
  وقيل: في أهل اليمن عن مجاهد(٤)، وروى مرفوعاً.
  وقيل: في أهل فارس، وروى أيضاً ذلك مرفوعاً.
(١) في (ب): روى بعض.
(٢) قتادة بن دعامة السدوسي أبو الخطاب، البصري، الأكمه، أحد الأعلام كان تابعياً عالماً كبيراً من أهل العدل والتوحيد، وقد رمي بالقدر، ولم يصح عنه، ذكره المنصور بالله، وابن حميد من أهل العدل والتوحيد، توفي كهلاً سنة سبع أو ثمان عشرة ومائة.
(٣) ابن جريج، هو: عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج الرومي، الأموي مولاهم المكي، الفقيه صاحب التصانيف، وأحد الأعلام، أدرك صغار الصحابة، ولم يحفظ عنهم.
قال أحمد: كان من أوعية العلم وثقه ابن معين إذا روى من الكتاب وقال أحمد: هو أول من صنف الكتب، ولد سنة نيف وسبعين، وقيل: ثمانين، وتوفي سنة خمسين ومائة، وقيل: إحدى وخمسين، وقيل: تسع وأربعين، وقد جاوز المائة.
(٤) مجاهد بن جبر بفتح الجيم وإسكان الموحدة وآخره راء مهملة، مولى السائب بن السائب أبو الحجاج المكي المقري الإمام المفسر، ولد سنة ٢١ هـ، وكان إماماً في القرآن والتفسير، روى عن أبي هريرة وابن عباس، وقرأ عليه، وروى عن أم سلمة، وجابر، وعائشة، وأم هانئ، وعن علي #، وغيرهم الكثير، وثقه ابن معين، وأبو زرعة، قرأ عليه ابن كثير، وأبو عمرو بن العلاء، وتوفي سنة أربع ومائة.