تنبيه الغافلين عن فضائل الطالبيين،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

[مناشدة أمير المؤمنين # يوم الرحبة]

صفحة 107 - الجزء 1

  يامولانا، فقال: أنا مولاكم عتاقة؟ قالوا: لا نحن قوم من العرب سمعنا رسول الله ÷ يقول: «من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه» قال: فهاجه ذلك فنادى في الناس فاجتمعوا حتى امتلأت الرحبة، فقام، فحمد الله وأثنى عليه، وصلى على النبي ÷، ثم قال: أنشد الله من شهد يوم غدير خم إلا قام، ولايقوم إلا رجل سمعت أذناه⁣(⁣١) ووعا قلبه، فقام اثني عشر رجلاً ثمانية من الأنصار⁣(⁣٢)، ورجلان من قريش، ورجل من خزاعة، والآخر لاأدري ممن هو، ثم قال لهم: اصطفوا، فقال: هاتوا ماسمعتم من رسول الله ÷، قالوا: نشهد أنا قفلنا مع رسول الله ÷ في حجة الوداع حتى إذا كان بغدير خم، نزل ونزلنا وصلينا الظهر معه⁣(⁣٣)، ثم قام فحمد الله تعالى وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس إني أوشك أن أدعا فأجيب، وإني مسؤل وأنتم مسؤولون، فماذا أنتم قائلون؟ قالوا: نقول اللهم قد بلغت، قال: اللهم اشهد ثلاث مرات، ثم قال: «أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض


= يقول: «ألا إن الله ø وليي وأنا ولي المؤمنين، ألا فمن كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وأحب من أحبه، وأبغض من أبغضه، وأعن من أعانه».

ورواه الطبراني في الأوسط عن مالك بن الحويرث، وعن حميد بن عمارة، عن أبيه، وعن ابن عباس، وعن أبي سعيد الخدري.

ورواه الهيثمي عن عمار بن ياسر، وعن زيد بن أرقم، وعن أبي هريرة وغيرهم.

(١) في (ب): سمعه بإذنه ووعاه بقلبه.

(٢) في (ب): من المهاجرين.

(٣) في (ب): مع رسول الله ÷.