تنبيه الغافلين عن فضائل الطالبيين،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

[الآية الثامنة عشرة]: قوله تعالى: {وهم ينهون عنه وينأون عنه}

صفحة 111 - الجزء 1

  والله لن يصلوا إليك بجمعهم ... حتى أوسد بالتراب⁣(⁣١) دفينا

  فاصدع بأمرك ماعليك غضاضة ... أبشر وقر بذاك منك عيونا

  ودعوتني وزعمت أنك ناصحي ... فلقد صدقت وكنت قبل أمينا

  وعرضت ديناً قد علمت⁣(⁣٢) بأنه ... من خير أديان البرية دينا

  لولا الملامة أو حذار مسبة ... لوجدتني سمحاً بذاك أمينا

  قال: وروي أنه لما توفى جاء علي إلى النبي ÷، وأخبره بموته قال: اذهب فواره.

  ورووا أنه تشفع له حتى يكون في ضحضاح من النار فالجواب:

  أما الآية فليس في ظاهرها⁣(⁣٣) شيء مما ذكروا، وما ذكروه عن الظاهر وبئس الكلام ولئن ماتقدم وما تأخر كلها في ذم القوم.

  وقيل: إن الآية نزلت في كفار مكة عن مجاهد، والسدي، والضحاك⁣(⁣٤)، ومحمد بن


(١) في (ب): في التراب.

(٢) في (ب): قد عرفت.

(٣) في (ب): فليس فيها.

(٤) الضحاك بن مزاحم الهلالي، أبو القاسم، ويقال: أبو محمد مولاهم، الخراساني، يروي عن ابن عباس، وزيد بن أرقم، وابو سعيد الخدري، قيل: وعن علي #، وحذيفة، وابن مسعود، وروى عنه عبيد بن سليمان، وأبو إسحاق السبيعي، وأبو سعيد البقال، وكثيرون ذكرهم في الطبقات.

وثقه أحمد، وابن معين، وأبو زرعة، قال الثوري: خذوا التفسير عن أربعة: عن سعيد بن جبير، ومجاهد، وعكرمة، والضحاك، وهو المراد أينما ورد مطلق عند أئمتنا $، توفي سنة خمس وقيل ست ومائة.