[الآية الثامنة عشرة]: قوله تعالى: {وهم ينهون عنه وينأون عنه}
  والله لن يصلوا إليك بجمعهم ... حتى أوسد بالتراب(١) دفينا
  فاصدع بأمرك ماعليك غضاضة ... أبشر وقر بذاك منك عيونا
  ودعوتني وزعمت أنك ناصحي ... فلقد صدقت وكنت قبل أمينا
  وعرضت ديناً قد علمت(٢) بأنه ... من خير أديان البرية دينا
  لولا الملامة أو حذار مسبة ... لوجدتني سمحاً بذاك أمينا
  قال: وروي أنه لما توفى جاء علي إلى النبي ÷، وأخبره بموته قال: اذهب فواره.
  ورووا أنه تشفع له حتى يكون في ضحضاح من النار فالجواب:
  أما الآية فليس في ظاهرها(٣) شيء مما ذكروا، وما ذكروه عن الظاهر وبئس الكلام ولئن ماتقدم وما تأخر كلها في ذم القوم.
  وقيل: إن الآية نزلت في كفار مكة عن مجاهد، والسدي، والضحاك(٤)، ومحمد بن
(١) في (ب): في التراب.
(٢) في (ب): قد عرفت.
(٣) في (ب): فليس فيها.
(٤) الضحاك بن مزاحم الهلالي، أبو القاسم، ويقال: أبو محمد مولاهم، الخراساني، يروي عن ابن عباس، وزيد بن أرقم، وابو سعيد الخدري، قيل: وعن علي #، وحذيفة، وابن مسعود، وروى عنه عبيد بن سليمان، وأبو إسحاق السبيعي، وأبو سعيد البقال، وكثيرون ذكرهم في الطبقات.
وثقه أحمد، وابن معين، وأبو زرعة، قال الثوري: خذوا التفسير عن أربعة: عن سعيد بن جبير، ومجاهد، وعكرمة، والضحاك، وهو المراد أينما ورد مطلق عند أئمتنا $، توفي سنة خمس وقيل ست ومائة.