[الأدلة على إسلام أبي طالب]
  الحنفية(١).
  ومعناه ينهون عن إتباعه غيرهم، وينأون عنه، ولأن قوله: ينهون عنه خرج مخرج الذم، ولأن أبا طالب كان يقرب منه رباه صغيراً ونصره كبيراً، وقام بأمره كهلاً، وناشئاً.
  وقد ثبت بالنقل أنه كان مسلماً، وثبت بإجماع أهل البيت أنه أسلم وإجماعهم حجة، وعلى أن نقلهم أولى من نقل غيرهم لأنهم أولاده، فهم أعلم بأحواله.
  وقد روي في حديث الإستسقاء أنه قال ÷ لما رأى ما رأى من المعجز [لله در أبي طالب لو كان حياً لقرت عيناه من ينشدنا قوله]، فأنشده أمير المؤمنين الأبيات التي مدحه بها(٢).
(١) محمد بن علي بن أبي طالب @، الهاشمي، أبو القاسم، المشهور بابن الحنفية نسبة إلى أمه، واسمها خولة بنت جعفر بن قيس من بني حنيفة بن لجيم من سبي أهل الردة، وقيل غير ذلك.
ولد محمد بن الحنفية لسنتين بقيتا من خلافة عمر وسماه أمير المؤمنين # محمد وكناه أبا القاسم لحديث روي عن النبي ÷ أنه قال لعلي #: «سيولد لك بعدي غلام وقد أنحلته اسمي وكنيتي، ولا تحل لأحد من أمتي بعده»، كان من علماء العترة وفضلائهم، وكان شجاعاً شديد القوة، وحضر مع أمير المؤمنين # حروبه الجمل وصفين والنهروان، وجاهد فيها جهاد الأبطال وكان يحمل راية أمير المؤمنين # يوم الجمل. توفي سنة ثمانين في الأصح، وعمره سبع وستون سنة، وقبره بالطائف.
(٢) وحديث الإستسقاء هو ما أخرجه البيهقي عن أنس بن مالك، قال: جاء أعرابي إلى النبي ÷ وشكى الجدب والقحط، وأنشد أبياتاً، فقام رسول الله ÷ حتى صعد المنبر، فرفع يديه إلى السماء ودعا، فما رد يديه حتى التفت السماء بأبراقها، ثم بعد ذلك جاءوا يضجون من كثرة المطر خوف الغرق، فقال ÷: «اللهم حوالينا ولا =