تنبيه الغافلين عن فضائل الطالبيين،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

الحاجة إلى علم التفسير

صفحة 12 - الجزء 1

  * ثانياً: علم الأثر

  فإن أقوال الصحابة والتابعين لها دور هام أيضاً في تبيين مقاصد القرآن الكريم لقرب عهدهم من رسول الله ÷ وحضورهم مشاهد نزول الآيات، وعرفوا أغراضها ومقاصدها عن قرب، خصوصاً أقوال أمير المؤمنين علي # فإن قوله حجة، وهو بمنزلة الخبر الآحادي، وعلى ذلك إجماع أهل البيت $ لأقوال الرسول ÷ الدالة على ذلك، كقوله ÷: «علي مع الحق والقرآن، والحق والقرآن مع علي، اللهم أدر الحق حيثما دار علي»، وفي رواية: «لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض»، وغير ذلك من الأحاديث الصحيحة المتواترة.

  * ثالثاً: علم أسباب النزول

  فإن أسباب النزول لها أهمية بالغة في معرفة فهم القرآن ومقاصده، ولهذا اشترط كثير من علماء الأمة على من يُقْدم على علم التفسير بمعرفة أسباب النزول، بل جزم بعضهم بأنه لا يجوز الإقدام على التفسير لمن جهل أسباب النزول.

  ولهذا فإن أمير المؤمنين علياً # اعتنى بعلم أسباب النزول عناية بالغة، حيث كان يذكر متحدثاً بنعمة الله في الخطب والمجامع علمَه بأسباب النزول، ويجعل ذلك من الخصوصيات التي اختصه الله بها، فقد روي عنه صلوات الله وسلامه عليه - بطرق صحيحة - أنه قال: (والله ما نزلت آية في بر أو بحر أو سهل أو جبل أوليل أو نهار إلاَّ وأنا أعلم فيمن نزلت؟ ومتى نزلت؟).

  وروي عنه هذا بألفاظ مختلفة، وهذا يدل على أهمية علم التفسير بالنسبة لمعرفة تفسير القرآن.