تنبيه الغافلين عن فضائل الطالبيين،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

بعض العلوم التي نحتاج إليها في التفسير

صفحة 13 - الجزء 1

  * رابعاً: علم العربية

  فإن القرآن الكريم نزل بلغة العرب معجزاً ومتحدياً للعرب، وبلغ منتهى الفصاحة والبلاغة والبيان في هذا الباب، فكان لعلم العربية والعلم بمقاصدها ومغازيها دورها في توضيح القرآن الكريم من ناحية معاني مفردات الكلمات، ومن ناحية التفسير، لتوقف فهم المعاني على معرفة اللغة العربية، وأيضاً فإن البلاغة تُعْتبر جزءاً من علم اللغة، ولها الأهمية البالغة في معرفة القرآن، كأوجه التشبيه، وكم في القرآن الكريم من آيات فيها الإستعارة والمجاز وغير ذلك من أبواب البلاغة.

  إذا تمهّد هذا فإنا نلاحظ أن الباحثين في علم التفسير اعتنوا به اعتناء بالغاً، فمنهم من قام بالتأليف والتدوين في علم التفسير من جميع نواحيه وجوانبه جامعاً فيه بين أسباب النزول، والأوجه البلاغية في القرآن، والناحية الإعرابية، واستخراج الأحكام الشرعية من الآيات، وذكر أقوال المفسرين واختلافهم في الآيات ونسبة كل قول إلى قائله.

  ومنهم من ركّز في علم التفسير على أسباب النزول إما عموماً في القرآن الكريم، وإما خصوصاً في مواضع معينة، ومنهم من ركّز في علم التفسير على ما ورد عن الصحابة والتابعين وتابعيهم، ومنهم من ألف بخصوص الناسخ والمنسوخ من القرآن، ومنهم من ألّف بخصوص المواضيع الفقهية باحثاً فيه عن الأحكام الشرعية المستخرجة من آيات الأحكام، ومنهم من ألّف ودوَّن مُرَكزاً على الناحية الإعرابية والأوجه البلاغية، وغير ذلك من علوم التفسير المتنوعة.

  هذا: ولما كان لعلم أسباب النزول الأهمية البالغة والحظ الوافر في اعتناء المفسرين فأكثر المؤلفات التي ألّفت كان موضوعها أسباب النزول، ولو تقصيناها وذكرناها لطال بنا البحث والمقام.

  وقد اعتنى جماعة من المحدثين والحفاظ والعلماء والعاملين الأعلام بجمع الآيات النازلة في شأن أهل البيت $ والإشادة بفضائلهم، والآيات النازلة في شأن أعداء أهل البيت $،