تنبيه الغافلين عن فضائل الطالبيين،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {يوم ندعوا كل أناس بإمامهم}

صفحة 154 - الجزء 1

  إلى أمور موجبة للعذاب، ودخول النار، وقد ثبت أن علياً # كان يدعوا إلى طاعة الله وسنة نبيه، واتباع شريعته، ومن أجاب إلى ذلك دخل الجنة، وأن من خالف ذلك دخل النار، وكذلك ذريته من بعده كالحسن والحسين وزيد⁣(⁣١) وابنه يحيى، وكالنفس الزكية، وغيرهم من أئمة أهل البيت $، ومعلوم أن أعداءهم دعوهم إلى العصيان، وإيثار الدنيا، واتباع الشهوات، فلما أجابوا⁣(⁣٢) استوجبوا النار.

  وروى أبو بردة⁣(⁣٣) عن أبيه، عن النبي ÷ أنه قال: «إن الله عهد إلي عهداً في علي، فقلت: يارب بينه لي، فقال: يامحمد اسمع: علي راية الهدى وإمام أوليائي، ونور من أطاعني، وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين، فمن أحبه فقد أحبني، ومن أبغضه فقد أبغضني».

  وروى أسعد بن زرارة، عن رسول⁣(⁣٤) الله ÷: «أوحى الله إليّ في علي أنه سيد المسلمين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين».

  وروى عمار عن النبي ÷: «حقك ياعلي على المسلمين كحق الوالد على ولده».


(١) في (ب): زيد بن علي وابنه يحيى بن زيد.

(٢) في (ب): أجابوهم.

(٣) أبو بردة بن نِيار - بكسر النون بعدها تحتية مثناة مخففة ثم ألف وآخره راء مهملة - البَلَوي، حليف الأنصار، اسمه هانئ وقيل مالك، واسم أبيه نيار، وقيل عبدالله، كان أبو بردة من أكابر الصحابة وفضلائهم، وشهد العقبة وأحداً وما بعدها، وشهد مع أمير المؤمنين # حروبه، وهو خال البراء بن عازب، توفي سنة إحدى وأربعين.

(٤) في (ب): عن النبي ÷.