[حال أهل البيت $ في فتنة بني أمية]
  نساءهم، وأصبح خير البرية بعد رسول الله ÷ يلعن على المنابر، وأصبح من يحبنا منقوصاً حقه بحبه إيانا(١).
= وليس من الذم كما قال المثل: (أراد أن يذم فمدح). عده السيد صارم الدين الوزير، وابن حميد، وابن حابس من ثقات محدثي الشيعة.
(٦) علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب $ أبو محمد، زين العابدين وسيد الساجدين، ولد سنة (٣٨ هـ)، سيد أهل البيت في عصره وإمام دهره، أجمع أهل البيت $ على إمامته، وهو غني عن تعريف عارف ووصف واصف، أحد أركان الدين وأئمة المسلمين علماً وعبادة وفضلاً وورعاً وزهداً وسخاءً، حاز جميع المكارم والصفات، وهو أحد الأئمة عند الإثنا عشرية، شهد كربلاء مع أبيه وعمره (٢٣ سنة)، وكان مريضاً وأسلمه الله من قتل بني أمية حفظاً للنسل العلوي الطاهر لأنه لم يبق من أولاد الحسين غيره، وكان فصيحاً بليغاً شجاعاً لا تأخذه في الله لومة لائم، ومن تتبع مواقفه مع عبيدالله بن زياد ويزيد بن معاوية علم أن لله سر في أهل هذا البيت الطاهر، وتوفي # سنة (٩٤ هـ) وهو ابن (٥٨ سنة) #.
(١) رواه محمد بن سليمان الكوفي في المناقب، ورواه الإمام المنصور بالله # في شرح الرسالة الناصحة للإخوان بسنده عن أبي الجارود التميمي، ورواه الإمام أبو طالب # في الأمالي ص ١٣٦ عن الحارث بن الجارود التميمي، قال: دخلت المدينة فإذا أنا بعلي بن الحسين في جماعة أهل بيته، وهم جلوس في حلقة فأتيتهم، فقلت: السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة ومعدن الرسالة، ومختلف الملائكة، كيف أصبحتم رحمكم الله؟
فرفع رأسه إليَّ، فقال أوَما تدري كيف نمسي ونصبح؟ أصبحنا في قومنا بمنزلة بني اسرائيل في آل عمران، يذبحون الأبناء ويستحيون النساء، وأصبح خير الأمة يشتم على المنابر، وأصبح من يبغضنا يُعْطى الأموال على بغضنا، وأصبح من يحبنا منقوصاً حقه - أو قال حظه - أصبحت قريش تفتخر على العرب بأن محمداً ÷ قرشي، وأصبحت العرب تفتخر على العجم بأن محمداً ÷ كان عربياً، فهم يطلبون بحقنا ولا يعرفون لنا حقاً، اجلس يا أبا عمران فهذا صباحنا من مسائنا.