[الآية الثامنة والخمسون]: قوله تعالى: {الم 1 أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا ءامنا وهم لا يفتنون 2}
  بابك، وكان رسول الله ÷ ضيفاً لك فضيلة من الله فضلك بها، أخبرنا عن مخرجك مع علي بن أبي طالب.
  قال أبو أيوب: فإني أقسم لكما لقد كان رسول الله ÷ في هذا البيت الذي أنتما فيه، وما في البيت غير رسول الله وعلي جالس عن يمينه، وأنا جالس عن يساره، وأنس بن مالك قائم بين يديه إذ تحرك الباب، فقال صلى الله عليه: يا أنس انظر من بالباب، فخرج أنس ونظر، قال: هذا عمار بن ياسر، فقال صلى الله عليه: افتح لعمار الطيب المطيب، ففتح أنس الباب ودخل عمار فسلم على رسول الله فرحب به، ثم قال لعمار: إنه سيكون في أمتي من بعدي هنات حتى يختلف السيف فيما بينهم، وحتى يقتل بعضهم بعضاً، وحتى يتبرأ بعضهم من بعض فإذا رأيت ذلك فعليك بهذا الأصلع عن يميني علي بن أبي طالب، وإن سلك الناس كلهم وادياً وسلك علي وادياً فاسلك وادي علي، وخل عن الناس، ياعمار: إن علياً لايردك عن هدى، ولايدلك على ردى، ياعمار: طاعة علي طاعتي، وطاعتي طاعة الله».
  وعن أبي عثمان النهدي(١) عن علي، قال: مررت مع رسول الله ÷ على حديقة، فقلت: يارسول الله ما أحسنها، فقال: «لك في الجنة خير منها» ثم انتحب رسول الله وبكى، فقلت: يارسول الله مايبكيك، قال: «ظغائن في صدور أقوام لايبدونها لك إلا من بعدي» قلت: بسلامة من ديني؟ قال: «بسلامة من دينك».
(١) أبو عثمان النهدي: عبد الرحمن بن مُلِّ - بضم الميم وكسر اللام - بن عمرو بن عدي النهدي الكوفي، أسلم وصدق ولم ير النبي ÷، وثقه ابن المديني، وأبو حاتم، والنسائي، قيل: إنه حج واعتمر ستين سنة، توفي سنة خمس وتسعين، وقيل: سنة مائة عن أكثر من مائة وثلاثين سنة.