[الآية التاسعة والخمسون]: قوله تعالى: {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا}
= بلْخ، فنزل على رجل من خلصان الشيعة يقال له الحريش، فآواه وكتمه، واشتغلت بنوأمية بشأنه لما علموا من فضله وعلمه وشهامته وشجاعته وميل القلوب إليه، فطلبوه من الحريش ثم حبس وقيّد، ثم أفرجوا عنه، ثم توجه بيهق، وأظهر الدعوة هناك فبايعه من أهلها سبعون رجلاً وانضم إليهم نفر يسير، فاجتمعت الجنود الأموية من سرخس وطوس وغيرها لقتاله وبلغت عدتهم زهاء عشرة آلاف، فجاهدهم # بأصحابه حتى هزموهم واستباحوا عسكرهم وأصابوا منهم دواب كثيرة، ثم خرج من بيهق إلى الجوزجان ونزل قرية يقال لها: أرغويه وبقي بها مدة يسيرة مظهراً للعدل طامساً لرسوم الجور، ثم وجهوا إليه جيشاً كثيراً في المرة الثانية فقاتلهم بأصحابه # ثلاثة أيام بلياليها، وأوقع بهم وقعة عظيمة، ثم أتته نشابة وقعت في جبينه كانت فيها نفسه # وكان مقتله بعد صلاة الجمعة في شهر رمضان سنة ست وعشرين ومائة، وقبره في الجوزجان مشهور مزور.
(٢) النفس الزكية: هو محمد بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب $، يكنى أبا القاسم وقيل أبو عبدالله، كان جامعاً لخصال الإمامة من العلم والزهد والورع والسخاء والشجاعة والقوة والفضل وحسن التدبير والسياسة، خطيباً مصقعاً فصيحاً بليغاً، هو أول من قام من أهل البيت $ في عهد الدولة العباسية، قيامه سنة خمس وأربعين ومائة في غرة رجب، خرج إلى مكة وبويع هناك وبايعه جميع أهل البيت $ في عصره من أولاد الحسن والحسين، ولم يتخلف منهم أحد عن بيعته وبايعه علماء عصره من الزيدية والمعتزلة وغيرهم من فقهاء الأمة، فبعث عماله إلى الجهات والنواحي وتسمى بالنفس الزكية ولقب بالمهدي لدين الله وخوطب بأمير المؤمنين، وهو أول من خوطب بهذا الإسم من العترة بعد علي #، واضطربت منه بنو العباس اضطراباً شديداً ووجهوا إليه جيشاً كثيفاً، فجاهد جهاد الأبطال حتى سقط شهيداً رحمة الله عليه وسال دمه إلى أحجار الزيت وقبر في البقيع وكان مقتله في السنة التي قام فيها #.
(٣) ابراهيم بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب $ أخو النفس الزكية، دعا إلى الله ø في أول يوم من شوال في اليوم الذي نعي إليه فيه أخوه النفس الزكية وهو في البصرة وهو يريد أن يصلي بالناس صلاة العيد فصلى بالناس ونعى إليهم أخاه، فبكى وبكى الناس، فلما نزل بايعه بالإمامة علماء البصرة وفقهاؤها وزهادها وبايعته الزيدية والمعتزلة، ولم يتأخر أحد =