[الآية التاسعة والخمسون]: قوله تعالى: {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا}
  وقد روي عن زيد بن علي أنه كان يقول: الإمام منا أهل البيت المفترض الطاعة على المسلمين الذي دعا إلى كتاب الله وسنة نبيه، وجرت على ذلك أحكامه، وعرف بذلك، فذلك الإمام الذي لايسعنا وإياكم جهالته، فإن من لم يأمر بمعروف، ولم ينه عن منكر فأنَّى يكون ذلك إماماً.
= عن بيعته من فضلاء البصرة، واستولى على واسط والأهواز وفارس وغيرها، وتوسعت بسطته ونفوذه، ثم توجه إليه أبو جعفر الدوانيقي بعد شهرين من إمامته في شهر الحجة الحرام، فلقيه بموضع يقال له (باخمرى) موضع بين البصرة والكوفة وجاهد جهاد الأبطال حتى أصابه سهم في جبينه كانت فيه نفسه # وكان عمره خمسون سنة.
(٤) الهادي هو يحيى بن الحسين بن القاسم بن ابراهيم بن إسماعيل بن ابراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب $، مولده بالمدينة سنة خمس وأربعين ومائتين، اشتهر فضله وعلا صيته فخرج إليه رؤساء أهل اليمن فساعدهم للخروج معهم فخرج الخرجة الأولى سنة ثمانين ومائتين وهي السنة التي قام فيها بالدعوة، ثم رجع لما شاهد من بعض عسكره أخذ شيء من أموال الناس، وخرج الخرجة الثانية سنة أربع وثمانين ومائتين وأحيا الله به معالم الدين في اليمن، وجدد الله به الدين، وجاهد القرامطة الباطنية وله معهم نيف وسبعين وقعة، وله مع بني الحارث في نجران نيف وسبعين وقعة أيضاً، وخطب له بمكة سبع سنين، ووردت فيه آثار نبوية وأخبار علوية تبشر به، وخصه الله بعلم الجفر، وكان معه سيف جده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب # ذو الفقار، وكان يضرب به ضرب جده #، وقد أجمع الموالف والمخالف على فضله، وكان حسن السيرة في الرعية عادلاً قائماً بالقسط ورعاً زاهداً، وله المؤلفات الكثيرة منها الأحكام والمنتخب والفنون وكتاب مسائل الرازي وغير ذلك، وتوفي # شهيداً بالسم ليلة الأحد لعشر بقين من ذي الحجة سنة ثمان وتسعين ومائتين، وعمره (٥٣ سنة)، ودفن يوم الإثنين في قبره مقابل محرابه في جامعه الذي أسسه بصعدة، وقبره مشهور مزور.