[الآية السادسة والسبعون]: قوله تعالى: {قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى}
  قال: لما علم من صنيع أمته إلى أولاده دون سائر الأمم، فكان كل أمة تعظم عترة نبيها غير هذه الأمة، فإنهم حاربوهم وقتلوهم وطردوهم وشردوهم في البلاد، ومن نظر في مقاتلتهم من لدن علي بن أبي طالب إلى يومنا هذا علم أحوالهم فهم بين مقتول ومحبوس ومخذول ومسموم ومطرود ومقهور، قتل علي بالسيف، وسم الحسن، وقتل الحسين مع نيف وعشرين من أهل بيته وجماعة من شيعته في نصف يوم، وفرق بين رؤوسهم وأبدانهم، وقتل زيد بن علي، وصلب وحرق، وقتل يحيى وصلب، وقتل النفس الزكية وإبراهيم، ويحيى وجماعة كثيرة من أولاده، وقتل موسى بن جعفر وابنه علي بن موسى الرضى، وتفصيل ذلك مما يحتاج إلى دفاتر، ومات عيسى بن زيد مستتراً، وكذلك القاسم بن إبراهيم @.
  وروي(١) عن محمد بن زكريا العلابي(٢) قال: صرت إلى أحمد بن عيسى بن زيد(٣) وهو متوار بالبصرة، وقال لما طلبنا هارون(٤) الرشيد خرجت أنا والقاسم بن إبراهيم(٥)،
(١) أمالي أبي طالب: ١٢٧.
(٢) محمد بن زكريا بن دينار المكي القرظي العلابي - بفتح المهملة، ثم الموحدة مخففاً - البصري الإخباري، أبو جعفر، من رواة أخبار الأئمة $، ورواة فضائلهم، وقد جرحه القوم على قاعدتهم التي بنوها على جرح كل من هو شيعي مطلقاً.
قال فيه الدارقطني: يضع الحديث، وقد ذكره ابن حبان في الثقات، وقال: يعتبر بحديثه إذا روى عن ثقة، قال في التذكرة: وهو من مشائخ الطبراني، وتوفي سنة تسعين ومائتين.
(٣) أحمد بن عيسى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب $ أبو عبدالله، فقيه آل محمد $، كان عالماً فاضلاً زاهداً ورعاً ناسكاً ولد # سنة تسع وخمسين ومائة أخذه الرشيد وحبسه ثم استخفى في البصرة إلى أن مات سنة سبع وأربعين ومائتين، وقد جاوز الثمانين وهو صاحب الأمالي المعروفة بأمالي الإمام أحمد بن عيسى والتي سماها الإمام المنصور بالله # =