[الآية السادسة والسبعون]: قوله تعالى: {قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى}
= «بدائع الأنوار».
(٤) هارون بن محمد بن عبدالله بن محمد بن علي بن العباس الملقب هارون الرشيد ولد سنة (١٤٦ هـ) ولي الخلافة سنة (١٧٠ هـ) وتوجه إلى خراسان ومعه المأمون سنة (١٩٢ هـ) حتى قدم الروس فمرض بها ومات لثلاث خلون من جمادي الآخرة سنة (١٩٣ هـ) وله سبع وأربعون سنة وكان مدة خلافته ثلاثاً وعشرين سنة وشهرين وسبعة عشر يوماً، وكان جباراً غشوماً، سفاكاً ظلوماً، فاسقاً مجاهراً نالت منه العترة الزكية الأذى والشدة، وقتل منهم في ولايته الإمام يحيى بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب $، وأخوه الإمام إدريس بن عبدالله دس إليه سماً وعبدالله بن الحسن الأفطس وغيرهم.
(٥) الإمام ترجمان الدين نجم آل الرسول القاسم بن ابراهيم بن اسماعيل بن ابراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب À، جمع خصال الفضل والعلم والورع والزهد حتى أجمع المؤالف والمخالف على فضله وعلمه، وأجمع أهل البيت (ع) على إمامته، دعا إلى الله سبحانه وتعالى بعد استشهاد أخيه محمد بن إبراهيم سنة تسع وتسعين ومائة من أرض مصر، وجاءته البيعة من مكة والمدينة والكوفة، وبايعه أهل الري وقزوين وطبرستان والديلم، وكاتبه أهل العدل من البصرة والأهواز، وبايعه أكثر أهل مصر، وحضّوه على القيام فلم تنتظم أموره، ولم يتمكن من الجهاد لشدة متابعة الظالمين من الدولة العباسية له لخوفهم منه، فإنه أرعبهم، وعاصر عدة منهم هارون الغوي والمأمون والمعتصم، وقد جدّوا في طلبه # فلم يتمكنوا من ذلك، ولبث القاسم # في الدعاء إلى الله إلى سنة ٢٤٦ هـ وهي السنة التي توفي بها، وتوفي وعمره سبع وسبعون عاماً، وله المؤلفات الكثيرة الدالة على علمه وبراعته، فمنها: كتاب الدليل الكبير، والناسخ والمنسوخ، والرد على النصارى، والرد على المجبرة، وأجوبة مسائل النيروسي والكلاري، وغيرها كثير.