تنبيه الغافلين عن فضائل الطالبيين،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

فصل في ذكر ما يشهد بفضل أهل البيت $ على طريق الجملة

صفحة 32 - الجزء 1

  رِسَالَتَهُ} ... الآية [المائدة: ٦٧]، ولما علم ما في قلوب أقوام⁣(⁣١) من الضغائن من أمته⁣(⁣٢) آمنه من مكرهم، فقال: {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} فامتثل أمر ربه ÷، وبين بقوله وفعله، وميزه من أمته.

  أما القول فكثير: منها: ماقاله يوم الغدير، بأنه ولي كل مؤمن ومؤمنة، ومنها: ماجعله منه كهارون من موسى، ومنها: مارواه حذيفة أنه قال في علي #: إنه خير البشر، ومنها: مارواه عمار، وأبو ذر عن النبي ÷ أنه قال لعلي: «ياعلي من أطاعك فقد أطاعني، ومن عصاك فقد عصاني» وكقوله: «علي مني وأنا منه» وكقوله: «أوحى الله إليَّ في علي أنه سيد المسلمين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين» ... إلى غير ذلك مما يطول تقصيه⁣(⁣٣).

  وأما الفعل فإنه لم يول⁣(⁣٤) عليه أحداً قط، وما بعثه في جيش ولا سرية إلا أمره عليهم، وأمرهم بطاعته، وحذرهم عن مخالفته، وكان صاحب⁣(⁣٥) لوائه في غزواته حتى سأله جابر بن سمرة يارسول الله من يحمل رايتك يوم القيامة؟ قال: «ومن عسى أن يحملها إلا من يحملها علي بن أبي طالب» وأخذ براءة من أبي بكر ودفعها إليه، وقال: «لايبلغها عني إلا أنا أو رجل مني» وأخرجه عند المباهلة، وأجراه مجرى نفسه دون غيره من أمته، وآخى بينه وبين نفسه لما آخى بين أصحابه، وقال: «هو أخي في الدنيا والآخرة»


(١) في (ب): قوم.

(٢) في (ب): بدون: من أمته.

(٣) في (ب): ذكره.

(٤) في (ب): لم يؤمر.

(٥) في (ب): وأنه.