فصل في ذكر ما يشهد بفضل أهل البيت $ على طريق الجملة
  رِسَالَتَهُ} ... الآية [المائدة: ٦٧]، ولما علم ما في قلوب أقوام(١) من الضغائن من أمته(٢) آمنه من مكرهم، فقال: {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} فامتثل أمر ربه ÷، وبين بقوله وفعله، وميزه من أمته.
  أما القول فكثير: منها: ماقاله يوم الغدير، بأنه ولي كل مؤمن ومؤمنة، ومنها: ماجعله منه كهارون من موسى، ومنها: مارواه حذيفة أنه قال في علي #: إنه خير البشر، ومنها: مارواه عمار، وأبو ذر عن النبي ÷ أنه قال لعلي: «ياعلي من أطاعك فقد أطاعني، ومن عصاك فقد عصاني» وكقوله: «علي مني وأنا منه» وكقوله: «أوحى الله إليَّ في علي أنه سيد المسلمين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين» ... إلى غير ذلك مما يطول تقصيه(٣).
  وأما الفعل فإنه لم يول(٤) عليه أحداً قط، وما بعثه في جيش ولا سرية إلا أمره عليهم، وأمرهم بطاعته، وحذرهم عن مخالفته، وكان صاحب(٥) لوائه في غزواته حتى سأله جابر بن سمرة يارسول الله من يحمل رايتك يوم القيامة؟ قال: «ومن عسى أن يحملها إلا من يحملها علي بن أبي طالب» وأخذ براءة من أبي بكر ودفعها إليه، وقال: «لايبلغها عني إلا أنا أو رجل مني» وأخرجه عند المباهلة، وأجراه مجرى نفسه دون غيره من أمته، وآخى بينه وبين نفسه لما آخى بين أصحابه، وقال: «هو أخي في الدنيا والآخرة»
(١) في (ب): قوم.
(٢) في (ب): بدون: من أمته.
(٣) في (ب): ذكره.
(٤) في (ب): لم يؤمر.
(٥) في (ب): وأنه.